تعقد الجماهير السعودية آمالا كبيرة على المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي عاد لتولي المهمة الفنية بعد 18 شهرا من رحيله، في واحدة من أصعب الفترات في تاريخ "النسور الخضراء".
وقرر الاتحاد السعودي لكرة القدم، إعادة رينارد لمنصبه، خلفا للإيطالي روبرتو مانشيني الذي حقق نتائج كارثية منذ توليه المهمة في أغسطس/آب 2023، بالإضافة لتغيير مراكز بعض النجوم والاعتماد على خطة لم تؤت ثمارها.
ووصل المنتخب السعودي لمستوى كارثي خلال الفترة الأخيرة مع مانشيني حتى أصبح منافسا عاديا ليس بشراسة الماضي، بسبب افتقاد الهوية الهجومية والاعتماد على طريقة دفاعية بحتة، رغم امتلاك الأدوات التي تسطيع صناعة الفارق.
مهمة صعبة
أكد رينارد بعد أيام قليلة من توليه القيادة الفنية للمنتخب السعودي أن "المهمة صعبة وليست مستحيلة"، معربا عن ثقته الكبيرة في مجموعة الأسماء المتواجدة بالوقت الحالي.
يأتي حديث المدرب الفرنسي، بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه المنتخب السعودي في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث حصد 5 نقاط من أول 4 جولات، متساويا مع أستراليا والبحرين، فيما يبتعد "الساموراي الياباني" بصدارة ترتيب المجموعة الثالثة بـ10 نقاط.
ومن المتوقع أن يجري رينارد عدة تعديلات على طريقة اللعب منها الاعتماد على أسلوب (4-3-3) أو (4-2-3-1)، وهو تكتيك مختلف تماما عن مانشيني الذي كان يعتمد على (3-5-2).
وبخلاف الأمور الفنية والتكتيكية، فإن رينارد سيكون مطالبا بإعادة الثقة للمجموعة المتواجدة، بعد فترة صعبة عاشها "الأخضر" مع المدرب الإيطالي السابق الذي كان بعيدا كل البعد عن اللاعبين.
وسيخوض المنتخب السعودي مباراته الأولى مع رينارد ضد أستراليا، ظهر الخميس، في الوقت الذي يعاني فيه من عدة غيابات بارزة يتصدرها سالم الدوسري وسلمان الفرج وعبدالإله المالكي للإصابة ومحمد كنو للإيقاف.
أحلام وردية
أكد رينارد قدرة المجموعة الحالية في تحقيق حلم التأهل لكأس العالم للمرة الثانية تواليا تحت قيادته، بعدما قادهم لمونديال قطر 2022.
وقرر المدرب الفرنسي فور عودته إعادة ثنائي الحرس القديم المتمثل في ياسر الشهراني وسلمان الفرج، نظرا للخبرات الكبيرة التي يتمتع بها الثنائي وقدرتهما على اللعب في مثل هذه الضغوطات، قبل أن يتعرض الفرج للإصابة صباح اليوم.
فضلا عن الاستعانة ببعض العناصر الشابة التي يأتي على رأسها محمد القحطاني، جناح الهلال الذي انضم للمرة الأولى مع المنتخب الأول لتعويض الدوسري الذي تعرض للإصابة مؤخرا.
وتعود ثقة المدرب الفرنسي إلى شخصيته القوية وخبراته السابقة في مثل هذه المواقف، حيث سبق وأن حقق نتائج رائعة مع "الأخضر" منها الانتصار التاريخي على الأرجنتين (2-1) في الجولة الأولى من المونديال الأخير.
وحال تمكن رينارد من تحقيق الانتصار على أستراليا، فإنه سيعيد المنتخب السعودي للطريق الصحيح بالوصول للنقطة الثامنة، قبل مواجهة إندونيسيا المنافس الأسهل في المجموعة، مساء الثلاثاء المقبل.
صدمة البدايات
أحلام رينارد والجماهير السعودية تصطدم بواقع أليم متمثل في الموقف المعقد الذي يعيشه "الأخضر" بالمجموعة، فضلا عن غياب حالة الانسجام، وابتعاد الثقة عن أغلب عناصر المنتخب الوطني بالفترة الأخيرة.
غير ذلك، فإن "الثعلب الفرنسي" يعاني من نتائج متراجعة في مبارياته الافتتاحية مع مختلف المنتخبات التي دربها، حيث أنه لم يحقق سوى انتصارين مقابل 4 هزائم في 6 مباريات.
البداية كانت مع زامبيا في مباراة ودية ضد إيران، حيث خسر وقتها بنتيجة (2-3) خلال عام 2008، ثم هُزم مع أنجولا ضد المكسيك، بهدف دون رد، في مواجهة ودية تعود لمايو/آيار 2010.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، تعرض رينارد للهزيمة في الولاية الثانية مع زامبيا خلال مباراته الأولى، حيث سقط وديا ضد نيجيريا، بهدفين دون رد.
ونجح المدرب الفرنسي بعدها في تحقيق فوزه الأول بالمباريات الافتتاحية، عندما قاد كوت ديفوار للفوز على سيراليون، بنتيجة (2-1)، بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2015.
ومع المغرب، فاز بمباراته الافتتاحية ضد كاب فيردي، بهدف دون رد، في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2017.
وعاد للهزائم في المباريات الافتتاحية، خلال الولاية الأولى مع السعودية، حيث خسر أمام الكويت (1-2)، بالجولة الأولى من بطولة غرب اتحاد آسيا.
وبالتالي، فإن نتائج رينارد المتراجعة في الظهور الأول، تهدد أحلامه في إعادة "الأخضر" للطريق الصحيح.