محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط

Saturday 02 August 2025 10:26 am
محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط

كاتب المقال والى يمينه العولقي

يمني سبورت
----------

أ.د مهدي دبان

في زمنٍ تتهاوى فيه القيم، وتبهت فيه المبادئ، وتُزَيّف فيه الحقائق تحت وطأة من يعبثون بكل شيء دون وازع من ضمير، يزداد السواد كثافة حتى يغدو خانقا وحالكا، وتضيق الحياة بالباحثين عن النقاء والصدق. يتسابق البعض إلى تسويق الباطل على أنه واقع، دون أن يُلقي بالا لتأثير كلماته أو الخراب الذي يُخلفه خلفه. إنها مرحلة يُصر فيها كثيرون على جعل الحياة أكثر سوءا، ويغيب فيها الوعي ويتوارى النبل.

ورغم هذا الظلام الطاغي، يبزغ نور، وإن كان خافتا ومغلوبا على أمره، إلا أنه لا يزال قادرا على منح النفس قبسا من الأمل. وفي مواجهة هذا الطوفان، يقف فارسنا كالطود الشامخ، ثابتا لا يتزحزح، محاربا بالكلمة، مناضلا بالقلم، لا يهادن في مبدأ، ولا يساوم على قيمة. هو الأستاذ محمد العولقي، آخر الفرسان النبلاء، الذي تربى على القيم الراقية، ويسعى جاهدا لغرسها في قلوب الأجيال والمحبين والقراء، كمن يُشعل شمعة وسط الظلام الدامس لينير بها للآخرين طريقل قد ينقذهم من التيه.

إنه شعلة لا تنطفئ، مهما حاولوا إخمادها. يكتب ليحيا الناس بوعي، ويقف ليظل الضمير حيّا في وجه من أرادوا موته. سيظل محمد العولقي رمزا للموقف النبيل والكلمة المسؤولة، فارسا يعلو فوق الضجيج، لا يركع إلا لقيمه، ولا يسعى إلا للحقيقة... وسيظل أثره شاهدا على أن النبلاء لم يُغادروا بعد، بل ما زالوا بيننا، ينيرون الطريق في صمت.