لا نعلم حقيقة كيف تدار عملية تعيين أو التعاقد مع المدربين العاملين في الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، وما نعرفه فقط هو أن قرارًا يصدره الرئيس بتعيين فلان الفلاني مدربًا للمنتخب.
ومن المعروف أو المفهوم ضمنيًا أن القرار الذي يوقعه الرئيس هو تعبير عن مجلس إدارة الاتحاد، وغير المعروف هو أن تظهر لجنة الطوارئ لتقيل مدرب وتعين مدرب بديل هكذا خبط لزق ، كما يقول الإخوة المصريون، ومن غير إحم ولا دستور دون مشاركة من لجنة المنتخبات أو اللجنة الفنية.
أجدد التأكيد، لا أظن ولا أتوقع أن سبب الإقالة هو ما حدث في ملعب لودر وما تلاه من أخبار أثبتت سوء أداء اللجنة الإعلامية لاتحاد الكرة وفشل تعاطيها مع الأحداث، وقد خلط رئيسها بين كونه مسؤولًا يبحث عن الحل وليس صحفيًا يسعى بعد السبق والإثارة لينشر غسيل القضية عبر الفضاء وعلى طريقة "اللي ما عرفش يعرف".
إذا، فما هو سبب الإقالة؟!.
من قرأ اللهجة التصالحية للتوضيح الذي نشره قيس محمد صالح في صفحته يدرك أنه ما زال ينتظر من الظبية لبنًا، وأنه لم يقطع حبل ود الاتحاد بعد.
وذلك يعني إما أنه يتعامل مع الموضوع بنوع من الخبث الرياضي أو بكثير من الطيبة، والاخيرة مستبعدة عندي، لا سيما والمدرب يعرف علاقته مع اتحاد الكرة على ماذا هي مبنية.
من يتذكر حادثة الإقالة الأولى وما لحقها من أبعاد عن المنتخب الأولى، وما تلى قرار تعيينه من خطاب موجه إليه من الأمانة العامة للاتحاد يؤكد أن المنتخب الذي سيدربه هو لمواليد 2009م، سيدرك أن ثمة فخًا كان قيس يصر على الوقوع فيه.
وردتني رسائل بشأن أسباب الإقالة، بعضها مرتبط بتعامل قيس مع اللاعبين واشتراطاته لمنحهم فرص الانضمام إلى المنتخب.
وقرأت تعليقات ومنشورات تقدح في طريقة وعدالة اختيارات قيس كمدرب، لكنها تبقى مجرد تكهنات غير مؤكدة، ربما مصدرها أشخاص لهم موقف مسبق من المدرب.
ومهما كان سلوك المدرب، فإن المسؤول عنها هو الاتحاد، والاتحاد هو الذي كرر وجود قيس في المنتخبات الوطنية خلال السنوات الأخيرة، مما يعني أنه يثق فيه ويقدر عمله.
عندما أستحضر نظرية المؤامرة وأقول إن الاتحاد نصب لقيس فخًا في لودر ليقيله، أرد وأقول: لماذا جاء به مدربًا للمنتخب من الأساس؟ .
عند ذلك أقول: إذا مشكلة الإقالة هي مشكلة قيس نفسه.
وفي محاولة للفهم، ما زلت أبحث عن سبب الإقالة، فلم أجد إلا ذريعة لودر التي قصمت ظهر لجنة الطوارئ لتباشر عملها فور قيامها من النوم.
ولنا عودة ..
