لا يزال الحديث عن تضامن حضرموت يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس الحضرمية واليمنية، وسط ابتهاج واسع لجماهير النادي العريق، بعد الإنجاز الكبير الذي حققه ممثل اليمن في بطولة الأندية الخليجية بنسختها الثانية، بفوزه المستحق على نادي الشباب السعودي بهدفين دون رد، في نتيجة تاريخية شكلت صدمة لكل المشككين بقدرات هذا الفريق الحضرمي، الذي دوّن اسمه في سجلات البطولة الخليجية بأحرف من ذهب.
لقد كان فوز تضامن حضرموت على أحد أعرق الأندية السعودية إنجازًا غير مسبوق، ما زال كثيرون حتى اليوم يتساءلون: كيف تمكن نادٍ يمني من إلحاق هزيمة كهذه بفريق مثل الشباب؟
البداية لم تكن سهلة. فقد تابع الجميع الظهور الأول للفريق الأزرق أمام الريان القطري، صاحب الأرض والجمهور، والذي انتهى بخسارة قاسية بخماسية نظيفة. لكن تلك المباراة كانت نقطة الانطلاق نحو ترتيب الصفوف، وخلق الانسجام بين الجهاز الفني واللاعبين.
وقد شكّل استقرار الفريق في الدوحة محطة مهمة في تصاعد الأداء الإداري والفني، بقيادة المدرب السعودي بندر باصريح، الذي قاد الفريق بمعسكر مغلق مكثف، تضمن تدريبات عالية المستوى ومباريات ودية ناجحة، انعكست نتائجها لاحقًا في البطولة.
باصريح أظهر قراءة فنية ذكية لمستوى فريق الشباب السعودي، الذي لم يكن في أفضل حالاته في الدوري، فاستثمر تلك الثغرات بخطة متوازنة بين الانفتاح والانغلاق التكتيكي أمام الخصم، لتأتي النتيجة كما أرادها أبناء حضرموت.. انتصارًا مستحقًا لليمن.
لكن قبل هذا الإنجاز، واجه النادي تحديات وصعوبات كبيرة منذ إعلان مشاركته في البطولة، إذ رأى البعض أن الخطوة مجازفة من الإدارة في ظل ضعف الإمكانات المالية وقلة الخبرة في المشاركات الخارجية.
يقول الكابتن عبدالمحسن الكلدي، النائب الأول لرئيس مجلس الإدارة:
> "قررنا المشاركة رغم كل الصعوبات، وسنُحدث ما لم يتوقعه أحد في البطولة. لم يكن لدينا دعم مالي كافٍ، والكل كان يشكك في نجاحنا، لكننا آمنا بقدراتنا."
إدارة النادي، برئاسة المهندس فهمي بن شبراق، الذي وإن لم يكن ذا ميول رياضية، إلا أنه مؤمن بأن العمل الجماعي والتخطيط السليم هما مفتاح النجاح، دخلت في ورش عمل مكثفة ليلًا ونهارًا، واستعانت بخبرات وطنية لترتيب الأوضاع الفنية والإدارية رغم غياب الدعم.
وجاءت اللفتة الكريمة من محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي بزيارته للفريق قبل مغادرته المكلا، وإعلان الشيخ عبدالله أحمد بقشان استضافة الفريق في جدة، ما أعطى دفعة معنوية كبيرة للفريق قبل التوجه إلى قطر وبدء المشوار الحقيقي.
ورغم الخسارة الأولى، فإن عزيمة وإصرار التضامن سارت بروح الفريق الواحد، حتى تحقق الانتصار التاريخي على الشباب السعودي.
واليوم، تتجه أنظار أبناء حضرموت واليمن نحو المواجهة القادمة أمام النهضة العُماني، أحد الفرق القوية في المسابقات الخليجية، وسط طموح متجدد لمواصلة المشوار وتحقيق التأهل، مع إدراك الجميع أن الطريق لا يزال طويلاً، لكن التاريخ سيسجل أن تضامن حضرموت هو أول نادي حضرمي يمني يفوز على نادٍ سعودي، وبهدف عالمي رائع سجله النجم ممدوح بن عجاج.
ومن أبرز عوامل نجاح المشاركة الخليجية للفريق كان الدور البارز الذي لعبه المركز الإعلامي لنادي تضامن حضرموت، الذي أثبت حضوره الإبداعي بقيادة الزملاء أحمد ناصر قروان وأسامة بوعسكر وعماد التميمي، حيث قدموا محتوى إعلاميًّا احترافيًّا يضاهي مستوى الأندية الخليجية.
هذا النجاح جاء نتيجة إيمان إدارة النادي، ممثلة بالمهندس فهمي بن شبراق، بأن الإعلام هو الركيزة الأساسية لنجاح أي مشاركة رياضية، وأن الصورة الجميلة للنادي أمام الخليج والعالم العربي هي واجب وطني قبل أن تكون إنجازًا رياضيًا.
فادي سالم حقان
رئيس اتحاد الإعلام الرياضي بساحل حضرموت