حين تكون الجثة مبلغ الحلم!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
بالنظر إلى الجرائم البشعة التي ارتكبها صالح ونظامه وقادته العسكريون وفي مقدمتهم مهدي مقولة وعبدالله ضبعان في محافظات الجنوب المختلفة وتحديدا عدن والضالع ،إلاّ ان الجنوبيين أظهروا كرما أخلاقيا وترفعا ، وتجنب كثيرون منهم حتى قول عبارات التشفي بمقتل هؤلاء ،رغم ان لكل بيت قصة ثأر معهم ومسلسل عذاب وسجن ونهب وكان حقهم ان فعلوا هذا ولا لوم عليهم.
 
خجل الجنوبيون ان يخرجوا في مسيرة احتفالية بمقتل صالح في عدن أوبمقتل ضبعان في الضالع أوبمقتل مقولة في لحج وأبين ،ولكن ولسخرية القدر خرج بالمقابل الآلاف من أنصار صالح والمؤتمر ،الذين كانوا إلى قبل أيام يرفعون صوره ،خرجوا للاحتفال أمس بمقتله والأسوأ أنهم وبذل وابتذال سجدوا لله سجدة شكر على نهايته.
 
هكذا هم الجنوبيون وهكذا هو الشمال وهذه هي الثقافة التي كرستها الأنظمة في غالبية الناس هناك وآخرها نظام صالح والتي اعتمدت في حكمها على تمييع القيم واعتماد أساليب الفهلوة والبلطجة فلا مواقف ولا ثوابت" ومن تزوج أمنا صار عمنا" والكل يعبد القوي ويقدسه.
 
ظل صالح والمطبلون له يحلمون بغباء بأن يصير حاكما للعالم وكانوا يطلقون عليه فارس العرب و حكيمهم ،وتناسوا انه لم يكن بالفارس ولا الحكيم وانه خلال ٣٣ عاما لم يتمكن بعد من حكم صنعاء أومن اقامة دولة تشبه ولو دولة شمال ارض الصومال.
 
بهمجية الاغبياء ظلوا يعتقدون أنهم يملكون حق استعباد الآخرين وظلمهم وقتلهم فغدروا بالجنوب وبزعيمه الطيب الرئيس البيض ومارسوا معه أبشع صور الاحتلال والقتل والنهب والسلب.
 
كانوا يعتقدون أنهم اصحاب حق إلهي في استعباد وتملك الجنوب وتملك ناسه ونهب أرضه وقتل من يقول في وجوههم كلمة لا.
 
أخذتهم لحظة غرور وتباه بالظلم وتناسوا ان عدالة الله ستأتي وأنهم سيفقدون في لحظة ما أكتنزوه في أربعين عاما.
 
بل الأدهى والأمرّ بالنسبة لهم أنهم لم يتوقعوا أن الزمن سيصل بهم إلى حال ان يكون أقصى حلم يتمنون تحقيقه هو أن يكون بمقدورهم رؤية جثة فارس العرب ودفنها ولم يخطر في بالهم ان نساءهم ستضرب وستسجن لأنهن تجرأن للمطالبة بالجثة الحثة فقط لا غيرها وليس بالدولة أو بالحكم الذي أصبح في خبر كان.
أتذكر حين تواترت أخبار تردي الوضع الصحي للرئيس البيض أطال الله في عمره كنت بداخلي أشعر بالقلق ماذا لو أتاه أمر الله هل سيدفن خارج ارضه فيما صالح يمكنه ان يموت في أرضه ويحظى بتشييع ضخم لعل ايماني كان يومها قاصرا بأن عدالة الله كفيلة بأن تنصر المظلوم وتقتص من الظالم وتضع المخلوقات كلًٌ في المكان الذي ينبغي ان يكون فيه.