في ممر الظرف الصعب الذي فرض على عدن وفقا لمجريات الحرب البغيضة التي شنت عليها ،
ووفقا لما افرزته هذه الحرب عليها في مجالات الحياة ، هناك كثير من التفاصيل التي افرزت
ملامح الشخصية الجنوبية التي ترافق الجميع حبا وسلوكا واخلاقا ، من حيث يتواجدون في
مواقع القرار المسئول.
عبدالله صالح سعيد - مدير إدارة الخطوط اليمنية - مركز عدن .. حالة مشبعة في التعامل
الراقي وتقديم الخدمات وتسهيلها لم يقرع أبواب مكتبه ، روح مزجت كل مسميات الجمال في
التعاطي مع وضعية وأحوال الناس في معممة الرف الصعب ، ونال في ذلك الرياضيون حالة خاصة
كانوا فيها يجدون في الرجل محطة للعبور صوب ما يريدون في الترحال والذهاب الى خارج
الوطن حينما كانوا يستعدون للبطولات الخارجية في شتى الألعاب.
آخر مواعيد الرجل برفقة الرياضيين كانت قبل أيام حينما وجدت بعثة الملاكمة نفسها في
مازق ما مرت به عدن ، ليجدوا انفسهم متأخرين في اللحاق بأنطلاقة البطولة العربية التي
تقام في جمهورية مصر العربية ، حيث الغيت الرحلات وكان عليهم أن يجدوا سكة اخرى ، إنبرى
لها الرجل برفقة بعض الخيرين ، ليكون للبعثة موعد وقهر الظرف عبر مطار سيئون الذي
غادروا منه عصر الأربعاء.
موقف دآل على شخصية رائعة ساهمت بروحها وعطاءها في فك عقدة وضعية الصعبة التي فرضت
عليهم وناشد فيها الأبطال الجميع . فكان للرجل وبعض الخيرين ذات الصلة ، موقف جماعي
أعاد لهؤلاء الابطال روحهم التي عانقوا بها موعد المنافسة المنتظر.
شخصيا لا اعرف الرجل ولا يعرفني ولم التقي بالرجل سوا مرة وحيدة في ظرف مشابة كان فيه
أحد الرياضيين يبحث عن رحلة للذهاب إلى خارج الحدود ، وتمثيل الوطن .. ويومها رأيت في
الاستاذ عبدالله صالح سعيد ، الشخصية المتواضعة التي تخاطب زوارها وقضاياهم بشكل ينتسب إلى
موقع المسئولية الذي وجد ليكون مع الآخرين. شخصية سهلة المتناول عطاءها إنساني بحت
وروحها لابسة ثوب البساطة التي تعترف بظرف الآخرين.
لهذا الرجل مني ومن كل الرياضيين كل الشكر والتقدير لكل المواقف التي سجلها.
عبدالله صالح سعيد