ليس هناك تفسير للحادثة التي فرضت نفسها واقعا مخيفا في كواليس منتخبنا الوطني للشباب، سوى رصد حالة من إستهبال في أمور المنتخب الذي تنطلق معه ببعض الآمال والتطلعات ليكون في موعد جديد ليلامس فينا شيء مختلف في مساحة العشق والحب وحالة الإحباط التي تجمعنا مع كرة القدم حين ترتدي الوان الوطن.
واقعة طرد مدرب المنتخب الوطني " الكابتن الخلوق" احمد علي قاسم لمساعده "الخلوق" محمد النفيعي، ترمي بظلالها على كل المتابعين وتكشف ان هناك من يفرط في الحرص على بعض الجزئيات في إطار منظومة ينقصها ثقافة المرحلة ومتطلباتها ليبقى الجميع حاملا لادوار مسئولية تلقى عليه من حيث يتواجد في كل المواقع والممرات .. فمجرد ان يكون سبب ما حصل "إن صحت المعلومة" هو تأخر "النفيعي" عن تمرين المنتخب لأنه لا ياتي مع المجموعة، التي تنطلق للتمرين من الفندق، فذلك وحده يكفي لنشير إلا أن الخطاء كان واضح وظلت الأطراف ذات العلاقة والقادرة على التصحيح بعيدة وتكتفي بالنظر، إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة التي كشفت "حالة" مسيئة كان يفترض عدم القبول بها من قبل "قاسم" وفقا لما يتطلبه العمل والمهمة والتوقيت الذي يدنو منه المنتخب من حزم حقائبه والانطلاق لرحلة طويلة يخوض فيها محطة إعدادية ثم الدخول في الاستحقاق الآسيوي الذي مل فيه لاعبي المنتخب فترة الأعداد الطويلة بين منازلهم وصنعاء وملاعب المدينة الرياضية .
لا ننتقص من قدرات الكابتن احمد علي قاسم ولا نرمي بالسوء بإتجاه الكابتن محمد النفيعي، لكننا نتحدث عن تفاصيل "مُرة" وجدت لنفسها حيز ومساحة بين كواليس منتخب يمثل "شعب" ويرتدي ألوان" الوطن، تفاصيل مؤثرة ولها عمق قد يكشف أمور أخرى ربما كانت تحصل في المنتخب ومشاويره، كانت سببا في الكشف عن وجه آخر لصاحب القرار الأول في المنتخب وتسيير أموره وشؤونه، بردة فعل أغضبت الآخر وذهبت به إلى المنزل بدلا من البقاء وعدم جر الموضوع إلى مسار جديد تكشف فيه للجميع وتناقلته وسائل الإعلام بورة تهز سياسة القائمين على إتحاد كرة القدم وأيضا القائمين على المنتخب لأنهم سمحوا بما لا يصح في منظومة تتحمل مهمة بأدوار متعددة للجميع .
من وجهة نظري الشخصية، أرى أن المنتخب يحتاج أن يظهر أصحاب القرار ليجدوا مسلكا لإعادة الانسجام إلى سابقه في منظومة القرار الفني بين الرجلين، مع اقتراب الجميع من محطة مهمة لكرة القدم اليمنية، أما دون ذلك فسيكون مجال لشيء "معيب" لا يخدم أي طرف ولا أي جهة، وقد نرى فيه أمور أخرى، كتداعيات وردود افعال من هنا وهناك، وفقا لثقافتنا كيمنيين .
أمنيتي أن يكون الموضوع قد وجد حيزه في صفحات هذا العدد، وان يكون الحديث عما حصل بين "قاسم والنفيعي" من الماضي ويكون الود قد عاد بروح رياضية طيبة يتمتع بها الرجلين، ليكون منتخبنا الشاب ولاعبيه هما الرابحين بعد عِشرة عام وأكثر جمعتهما بروح واحدة لديها الإصرار والحماس لتمثيل مشرف وفقا للقدرات الطيبة التي تتمترس في قوامه.. ويبقى ان عليّ إرسال محبتي لمن سطرت كلماتي للحديث عنهما .
· نقطة نظام
نسجلها نحن كرياضيين ومتابعين لما مرت به تلك الحادثة، بأمل أن تبقى حيث بدأت وأن لا تذهب إلى أي منحنى آخر، خدمة للرياضة وللمنتخب الشاب الذي يستعد منذ شهور طويلة برفقة "كباتننا الطيبين".
نقلا عن اليمن اليوم