لا تتعجب عزيزي القارئ من العنوان.. لست أنت المعني أبداً، لكنه كل مزيف.. كل حقير.. كل مدعٍ.. كل من تسول له نفسه أن يتجرد من القيم والأخلاق والموضوعية.. باختصار كل من يقبل أن يرفع لواء الجزيرة أو «بي إن سبورت» التي رفعت هذا الشعار «كن حقيراً وتجرد من الحيادية واشتم في السعودية وكل من كشف زيفنا وإرهابنا».. كن كذلك ليبقى المنبر لك ويبقى المال لك.. كن حقيراً فذاك صوت كل من هو حقير.
بعد مباراة الافتتاح لبطولة كأس العالم بين روسيا والسعودية، والتي خسرها الأخضر السعودي، أفصحت «بي إن» عن وجهها الحقيقي القبيح، وحولت الاستوديو التحليلي للمباراة إلى فاصل من الشماتة والتشفي والتطاول على الرموز في المملكة والتهكم على صناع القرار الرياضي بها، وتجاوز مقدم الاستوديو كل الأعراف والحدود الأخلاقية والرياضية، وأسهب في الإسقاطات على طريقة «الغواني»، وتحول الاستوديو التخريبي بما فيه ومن فيه للهجوم على المملكة، وإشعال نار الفتنة، وبث السموم وخلط السياسة بالرياضة، والتحليل بالزيف والتطبيل والرؤية بالنار التي تشعلها دويلة الشر، دونما وازع من ضمير أو أخلاق.
ليس صعباً علينا كإعلاميين، وربما ليس صعباً على القارئ والمشاهد أن يميز الإعلام من الأفلام، والحيادية من الانتهازية، والتنوير من كل هدف شرير.. ليس صعباً أن نعرف من باع نفسه ومن اشتراها وما فعلته وتفعله «بي إن» هو فصل مما تفعله الجزيرة الأم منذ سنوات.. حيث استباحت الدول، وضخت الأموال في كل صوب لتصنع حروباً من نوع جديد كانت رائدة فيها، وباتت بوقاً صارخاً للإرهاب.. وأدركت أن الرياضة سلعة رائجة فألبستها نفس الثوب الأسود، ووظفت كل شيء لخدمة أغراضها النبيلة.. وفي مباراة السعودية لم يتحل محللوها ولا مقدم برنامجها بالكياسة، وإنما أفصحوا عن وجههم القبيح وكراهيتهم ربما لكل ما هو عربي.. وأثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أن أجندة التخريب والفرقة هي ما يعملون وفقها.. تخريب امتد من الأرض إلى نوافذها الإعلامية المسمومة.
المؤسف أن أبواقهم باتت تهدد بفتنة جماهيرية فقد كان استوديو الْخِزي والعار يشهد مشاركة البعض من باع نفسه وقيم بلاده، وأصبح لا يمتلك أية أدوات إعلامية على الإطلاق، وآخر هارب تحالف منذ سنوات مع الشيطان، وأضمر الشر لبلده ذاتها.. أطلوا في فاصل من الزيف والشماتة، ونسوا أن من دفع لهم ليفعلوا ما يفعلوا كانوا أضحوكة التصفيات في كأس العالم، ولم يشفع لهم المجنسون الذين جمعوهم من دول شتى في أن يتجاوزوا المركز الأخير.. وظني أن الجماهير العربية على اختلاف انتماءاتها تعلم نوايا هؤلاء، وأن من يفعل ما فعلوا يضمر الشر للأمة بأسرها.
حسنا فعلت السعودية أن منعت قناة الشر تلك من أن تدنس أرضها، وظني أن كل الدول العربية ستفعل ذلك تباعاً، فليس مقبولاً أبداً أن نفتح أبوابنا للشيطان.
كلمة أخيرة..
من باع نفسه اليوم.. سهل أن يبيعها غداً لمشتر آخر يدفع أكثر.
- عن صحيفة الاتحاد الاماراتية :