يستعد المبعوث الأممي مارتن جريفت لزيارة عدن الأربعاء القادم في مهمة تستمر ساعتين فقط ،يناقش خلالها مع الرئيس هادي ، موضوع ايقاف الحرب ،في مهمة يبدو ان الرئيس هادي سيكون ازاءها في موقف صعب.
.
ايقاف الحرب مطلب ملح ،لكنه لن يكون كذلك في هذه اللحظات التي تستعد فيها قوات العمالقة الجنوبية بمساعدة المقاومة التهامية ودعم التحالف لاقتحام الحديدة وتحريرها ،فوقف الحرب ليس سوى طوق نجاة للمليشيا وبالتالي فإن تحقق هذا فهو لا يمثل منجزا يحسب للتحالف والمقاومة ولا لسلطة هادي بقدر ماهو انقاذ للمليشيات وتعزيز لموقفها التفاوضي القادم الذي كان يمكن ان يكون أكثر ضعفا.
من هنا تبدو مهمة جريفت القصيرة جدا في عدن هي مهمة وقف الانتصارات المتسارعة لقوات المقاومة الجنوبية وشركائها وخدمة للحوثيين أكثر من كونها مهمة لإحلال السلام الذي ينشده الجميع .
وامام هذا سيكون الرئيس هادي في موقف حرج فهو لا يستطيع ان يقف في موقف مضاد لأي جهد دولي لإحلال السلام في بلد أنهكته الحرب لمايزيد عن ثلاثة أعوام.
وفي ذات الوقت ستكون موافقته على خطة جريفت ،بمثابة خذلان لتضحيات مئات الشهد والجرحى الذين سقطوا في معركة استعادة الحديدة وتعطيل لسير المعارك في كل الجبهات ومنح الحوثيين ورقة ضغط تستخدمها في فرض شروطها ومنها توريد أموال ميناء الحديدة الى بنك صنعاء المركزي مع احتفاظها في حقها بفرض جمارك على البضائع القادمة عبر ميناء الحديدة في مناطق واقعة تحت سيطرتها لتعويض ماخسرته من خسارتها للميناء الذي سيتحول للاشراف الاممي.
يحتاج الرئيس هادي إلى دعم عربي و شعبي واسع لمساعدته على رفض خطة السلام ووقف اجتياح الحديدة حتى لايبدو موقفه وكأنه ضد السلام، لأن خطة السلام التي يحملها جريفت تستجيب لمطالب الحوثيين الذين يعيشون أسوأ حالاتهم في الحديدة ،أكثر من الاستجابة لمطالب وشروط الطرف المنتصر او في احسن الاحوال مساعدته على الضغط في اتجاه تحسين شروط وقف الحرف.
منصور صالح
عمان
٢٣يونيو٢٠١٨م