قسم الطوارئ : أسم فقط

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
ذات ليلة وفي وقت متأخر, تم أخطاري أن عمك سيصل من أبين مريضا, ومن دون تفكير او تأخير قررت أن أنقله الى مستشفى الجمهورية لاعتبار أنه الأكبر والأفضل في البلاد, ولما له من اثر ومكانه في نفوسنا,دلفنا بواباتة التي يحرسها ويحميها الكثير من العسكر, وكأنه موقع عسكري وليس مستشفىمدني وتعليمي,  ومن ثم إلى قسم الطوارئالذي وجدناه يعج بالنشاط والحركة من مراجعين وممرضين وأطباء, وهذا ما أثلج صدورنا وسرّنا في بادي الأمر -- الذي سرعان ما تلاشى وتبخر لعدم وجود أطباء عموم واختصاصين يباشروا الحالات المرضية سوى طلبة من كلية الطب او أطباء عموم, تنقصهم الخبرة والكفاءة في إسعاف وإنقاذ الحالات الحرجة.
 
 مستشفى كبير ومن أقدم مستشفيات الخليج والجزيرة العربية, يصله الإهمال والتسيب لدرجة أن مريضك سيموت بين يديك وأنت تبحث من يعاينه ويشخصه, ولن تجده وسط دوامه من حركة الممرضين والمناوبون الذين هم أكثر من المرضى فيه أحيانا, أما الدواء بالطبع ستشتريه من جيبك الخاص !!
 
فلا أحد يلتفت ويهتم لمريضك, قسم طوارئ أسم ليس إلا, زحمة وممرات ضيقة, وحدث أن أتى مريض يتألم, وبلغ الإعياء فيه مبلغه, ولم يلتفت او يسعفه أحد, إلا احد المواطنين يدله على غرفة لعل وعسى أن يجد طبيب واي طبيب, أما النظافة فحد ولا حرج’ الحمامات الماء مقطوعة والروائح تزكم الأنوف -- وهو القسم الذي تم ترميمه وافتتاحه قبل فترة قليلة بدعم وتمويل أماراتي, فمبال الأقسام الأخرى, نتسأل أين دور الإدارة ؟ أين تصرف الاعتمادات الكبيرة التي يحصل عليها من الحكومة ؟ حتى تصل الخدمة الى أسوى حالاتها, وتشعر بالأسى والحزن لما وصل إليه, وكأن في لوبي متعمد, لأجبار المريض وذويه للذهاب لمستشفيات الخاصة, لاستنزافه ماديا بالاضافة لسوء حالته الصحية,نرجو من الجهات المعنية الاهتمام بأوضاع المستشفى, وتحسين خدماته الصحية للمواطنين,حتى يعود لمكانة السابقة كصرح علمي ومعلم طبي, يرتاده يقصده الناس من كل حدب وصوب في البلاد.