سلمى المخا.. ضحية جديدة للزواج المبكر "عندما يدفع الأطفال ثمن أخطاء الكبار"

Tuesday 23 July 2019 4:17 am
سلمى المخا.. ضحية جديدة للزواج المبكر "عندما يدفع الأطفال ثمن أخطاء الكبار"
----------
زينات ناجي
 
 
في منطقة "خبت النواجي"، الواقعة إلى الشمال من مديرية المخا، يعيش قائد العفيف، وهو رجل في الأربعين من العمر، ظروفاً معيشية قاهرة، ويكاد الفقر أن يحيط به من كل جانب، فلا هو قادر على مغادرة بلدته الريفية ولا مقتدر على تحمل ظنك العيش فيها، ولذا يعيش مع أطفاله الثمانية حياة البؤس، يتقاسمون العراء للمبيت ليلاً، أما هجيرة الظهيرة فيهربون منها إلى عشة صغيرة علّها تبعد عنهم مأساة لهيب الطقس في تلك المنطقة الصحراوية القاحلة.
يبلغ خالد، أكبر أبنائه من الذكور، نحو خمسة عشر عاماً، وقد خير والده المعدم والفقير ما بين تزويجه من إحدى فتيات منطقته الريفية، أو أنه سيغادر أسرته بشكل نهائي ولن يعود إليهم مرة أخرى.
كلا الخيارين كانا صعبين، ففرار ابنه من المنزل قد يكون سبباً لخسرانه لصغر سنه. أما الزواج فكيف له أن يقدر على تحمل تكاليفه وهو الذي لا يملك قوت أطفاله.
يقول العفيف لمحررة نيوزيمن: بعدما رأى ابني ظروف العيش الصعبة قرر الفرار من المنزل والالتحاق بإحدى جبهات القتال، أو تزويجه، مما أصابني بالرعب من أن ذلك قد يفضي إلى خسارته كونه في الخامسة عشر من العمر.
يضيف: كانت تهديدات خالد جدية، وكي يوقفه عن ذلك، وتحت وقع مشاعر الأبوة، لم يكن أمامه خيار سوى الرضوخ، على أن تكون شقيقته سلمى، ذات الثلاثة عشر عاماً، زوجة لشقيق الفتاة التي ينوي خالد الاقتران بها، رغم أنه في الثلاثين من العمر، فيما يسمى بزواج التبادل.
لكن العفيف، وهو في الأربعين من العمر يشعر بالندم بعدما أجبرته عواطف الأبوة على تزويج طفلته برجل في الثلاثين من العمر، من أجل أن يضمن سلامة ابنه.
وقال، إن صحوة الضمير تلاحقه، وإنه يشعر بفداحة الظلم الذي تسبب به لابنته، كونها طفلة لم تصل بعد إلى مرحلة البلوغ.
ويصف ابنته بالطفلة التي لا تزال تحب اللعب، لكن عوامل الفقر الصعبة دمرت حياة أطفاله، حسب قوله.
ويسكن العفيف، وهو أب لثمانية أبناء نصفهم من الذكور، في منطقة صحراوية تدعى خبت النواجي، ويعيش وضعاً اقتصادياً صعباً.
ويتلقى العفيف مساعدات من أهالي القرية عبارة عن وجبات غذائية يومية.
وتنعدم بتلك المنطقة الصحراوية كافة مظاهر الحياة من عيادات طبية ومدارس ومياه نقية صالحة للشرب، كما يصعب وصول منظمات الإغاثة إليها لتقديم المساعدات الغذائية للسكان.