أولمبينا .. مسافر بلا زاد!!

Monday 18 March 2019 5:39 pm
----------

ذلك هو حال المنتخب الأولمبي اليمني لكرة القدم الذي من المنتظر أن يصل من المكلا إلى عدن، ليغادر (الثلاثاء) من عدن إلى طهران عبر الخرطوم ودبي، من أجل المشاركة في تصفيات كأس آسيا ( تحت 23 عاما ) والتي يخوض غمارها ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب كل من العراق وتركمانستان والمضيف إيران.

 وبحسب الجدول المعلن عنه فإن المنتخب اليمني سيفتتح مشاركته الجمعة المقبلة أمام شقيقه العراقي، ثم يلعب مع صاحب الأرض (إيران) يوم 24 مارس، على أن يختتم التصفيات بلقاء تركمانستان يوم 26 من الشهر الجاري.

أما لماذا هو (مسافر بلا زاد) فلأن المنتخب ببساطة لم يستعد، وكل ما توفر للجهاز الفني والمدرب سامي النعاش هو فترة محدودة قضاها في المكلا من أجل التعرف على اللاعبين  واختيار من يراهم الأنسب لتشكيلته النهائية التي أعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي والتي ضمت (23) لاعبا، أغلبهم من المغمورين وحديثي التجربة على الصعيد الدولي.

الاستعداد في عرف الأندية والمنتخبات يعني مباريات تجريبية في أجواء وظروف تتناسب مع ظروف وأجواء المشاركة، على أن تتدرج مراحل الإعداد بحسب رؤية الجهاز الفني، وصولا إلى الذروة باختبار الجاهزية الأخيرة للاعبين المختارين على المستوى الفني والبدني، وهذا للأسف ما غاب تماما عن المنتخب الذي يذهب إلى طهران من دون أي مباراة تجريبية، في حالة ربما تكون الوحيدة بين جميع المنتخبات التي ستخوض التصفيات!.

اتحاد الكرة ومن خلال منابر إعلامية متعاطفة معه ومقربة من قيادته، حاول إرسال تبريراته بشأن الإعداد الغائب، مشيرا عبر المسؤولين عن المنتخب وإعلامييه إلى أن "هناك جهود بذلت واتصالات تمت مع أكثر من دولة لإقامة معسكر خارجي وتأمين بعض المباريات الإعدادية إلا تلك الجهود اصطدمت بصمت الأشقاء وردودهم الدبلوماسية التي لم يفصحوا فيها عن موافقة مؤكدة ولا رفض صريح"!

أما الشارع الرياضي ، أو بالأحرى من ما يزال على علاقة بمتابعة الشأن المحلي، فانه لا يهتم بتلك التبريرات ويرى أن الاتحاد قد بدأ بالفعل في تجهيز ملف الإخفاق من خلال التبريرات التي سبقت المشاركة وغضه الطرف عن الإعداد المتعثر.

من ناحيتهم، يعتقد اللاعبون المعنيون بخوض المنافسة أن الواجب يحتم عليهم بذل كل قطرة عرق ممكنة في سبيل مشاركة مشرفة ترفع عنهم الحرج،لكنهم بالمقابل يدركون أنهم لا يملكون سوى الحماس الذي قد يجبرون على تقاسمه مع آخرين لديهم الرغبة ذاتها والدوافع نفسها ويتفوقون في الجاهزية والإعداد.

هناك من يرى أن اتحاد كرة القدم فقد بوصلة الإعداد بعوامل "فوقية" بعد ما أثير عن معسكراته السابقة في قطر، فيما يقول آخرون انه الفشل الإداري لا أقل ولا أكثر، وبين هؤلاء وأولئك الكثير من الأقاويل التي يخوض أصحابها في أسباب ما يحدث في الكرة اليمنية عموما، وهذا المنتخب تحديدا، لكن كل تلك الأقاويل بكل ما فيها من اتفاق أو اختلاف وتضاد تبدو اليوم أشبه بلغة العاجز تجاه منتخب يذهب لتمثيل البلد في استحقاق قاري كبير وهو مجرد من أسلحة التفوق التي كان يمكن أن تمنحه بعض القوة أمام منافسين هم في الأساس متفوقون عليه بلغة الأرقام ووفقا للجغرافيا والتاريخ.

ولعل يؤلم أكثر من سواه، هو أن المنتخب تم تجريده من أسلحته بفعل فاعل معلوم، أرتضى لنفسه ممارسة الصمت والتفرج أسوة بالمتفرجين، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون هو الفاعل الايجابي في منح المنتخب جرعة الإعداد الكفيلة بإنعاشه قبل المشاركة القارية المهمة!.