البعض حشروا أنفسهم في بقع سوداء من تاريخ العلاقات والتجارب البشرية ، سواءً بارادتهم أو بما ورثوه من تربية أو تلقين .. تراهم مغرمين بهذا اللون الكئيب المشبع بالخصومة لدرجة الكراهية ، لايرون العالم إلا من خلاله ، ولا يحكمون على مجريات الحياة إلا بمعاييره ، في حين أن الحياة تمنحهم الفرصة للانخراط فيما هو أجمل بتوسيع مساحة "الانسان" بداخلهم .
في هذه البقعة الكئيبة يشكل هؤلاء ثقافتهم ومجمل علاقاتهم الانسانيه من منظور متجهم ، ومراوغ .. يبدد معها كل ممكنات أنسنة صلته بالحياة .
كل ما نحتاجه اليوم ، وفي هذا الزمن الصعب ، هو الإنحياز إلى هذا "الانسان" الذي يتحرك في داخلنا مثقلاً بالحيرة منا تضخه الحياة من نقائض، وانتشاله مما راكمته فوقه المأساة من أثقال، وتوسيع مساحته في الضمير .