ليس السير اليكس فيرغسون، وإنما اسكتلندي أخر ..
بحثت في أمهات كتب الصحافة عن أصل مصطلح " السلطة الرابعة ".. فمن منا نحن الذين درسنا الصحافة والإعلام لم يقل في نفسه يوماً وهو يقرر التخصص في دراسة هذا المجال وترك كل المجالات الأخرى، إنها " السلطة الرابعة "!
ومن منا وهو يخطو خطواته الأولى في مشواره الجامعي ماكانت تسعده كلمات البعض حين كانوا يقولون لنا : " اوووه أنتم أصحاب السلطة الرابعة "، فوجدت بأن أول من أطلق هذه التسمية، وهذا المصطلح .. هو الكاتب والناقد والمؤرخ الاسكتلندي " توماس كارليل "، وكان وصفاً بليغاً في محله فالإعلام بشكلٍ عام سلطة قوية ومؤثرة بحق، وعلى سبيل المثال قبل أي حرب عسكرية ثمة حرب إعلامية تشن، ودورها نفسي في تهيئة الشعب لتقبل الحرب وأضعاف معنويات العدو، وقلب الموازين وخلط الأوراق .
وكنت أقرأ عن مفهوم" الرأي العام " فوجدت ان من أصدق ماقيل عن مفهوم الرأي العام هو قول لتوماس كارليل يقول فيه : " إن الرأي العام أكبر كذبة في تاريخ العالم " وبالفعل دائماً مايكون الرأي العام موجهً، ودائما مايتلاعب الطغاة بعواطف شعوبهم فيوجهونهم في إتجاه معين، وللأسف دائماً مايكون للسلطة الرابعة نصيب الأسد من تظليل الشعوب!
ومن فينا لم يسمع يوماً بمقولة تقول :
" قل لي من تبجّل وسأقول لك لمن أنت "
قبل مدة عرفت بأن خلف تلك المقولة الحكيمة هو الاسكتلندي مجدداً كارليل، ومن أصدق وأجمل ما قال كارليل :
" الرجل العظيم تظهر عظمته في الطريقة التي يتعامل بها مع البسطاء "
فأدركت بأنه عقلية فذة، وشخصية حكيمة وعبقرية، تستحق قرأت كتبه ومؤلفاته، ولعل أشهر كتبه " الأبطال وعبادتهم "، وبالمناسبة هو من المفكرين الغربيين الذين تكلموا عن الإسلام بالحسنى، وهو من الذين كتبوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ناصر بامندود