* لم يكن الحبيشي (ملعباً) لكرة القدم ، ومساحة تركض على جنباته أقدام اللاعبين ، أو محطة عشق كثيرة الاشراق والاشتياق ، لكنه عنواناً للإبهار ، وفصلاً شائقاً في كتاب المجد التليد لرياضة عدن (المحافظة) التي عرفت كرة القدم ومارستها قبل أن تركلها وتستمتع بهوسها جماهير الرياضة في البلدان المجاورة.
* منذ زمن قديم ظل ملعب الحبيشي (قبلة) للباحثين عن المتعة الكروية، حيث كان يستمد ألقه من هدير جماهيره ، التي كانت تعزف أجمل الألحان ، ومن تفاعلات مدرجات التلال والوحدة والشعلة وشمسان والميناء وحسان، حين كان الهوس يبلغ مداه والمتعة ذروتها.
* ليلة البارحة كان الحبيشي على موعد مع التاريخ والذكريات الخالدة ، بعد أن ارتدى حلة جديدة، واكتست أرضيته بالبساط السندسي الأخضر البديع، وتطرزت مدرجاته بالرايات الحمراء والخضراء، في مشهد كرنفالي كبير حلق بها عالياً في فضاء يسمو بالفرح والسعادة بعيداً عن أغبرة الزمن الحالي في صورة رائعة من صور الذكريات الجميلة للملعب الذي شهد ولادة الرياضة العدنية والجنوب عامة.
* مظاهر السعادة التي ارتسمت على وجوه الجماهير الحاضرة ، وهي ترى موطن الرياضة الأول (ملعب الحبيشي) أكدت أن عدن ليست مجرد إسم من ثلاثة أحرف فقط، لكنها (مدينة) اختزلت في ثناياها كل معاني الحب والسلام وصور التعايش والوئام التي ظلت تبحث عنها خلال سنوات مضت (طوال).
* وفي غمرة فرح جماهير الرياضة بعودة الملعب إلى سابق عهده وسط حضور جماهيري فاق كل التصورات كان لزاماً أن نقفَ وقفة إجلال وتقدير لوزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزيرها الشاب نايف البكري، والتي سعت منذ الوهلة الأولى لعملها إلى إعادة الملعب إلى سابق عهده ، وبصورة أجمل وأفضل مما كان ، لترسم بجهودها تلك لوحة جميلة تسر الناظرين ، وعملاً مثمراً بديعًا سقطت معه كل الرهانات التي أرادت أن تجعله أسيراً للتهميش ، وبقعة يُغرد عليها غراب البين ، فخطت بضوء نجمة سفرًا جديدًا للمتعة والإبهار وعودة جميلة (للحياة).