قرداحي أضاع فرصة ربح (7)مليون

Thursday 04 November 2021 1:12 pm
----------

أضاع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي فرصة تاريخية بكسب قلوب "7" مليون لبناني، حين رفض أن يعتلي المنصة ويخاطب اللبنانيين قائلاً: " أقدم إستقالتي فلبنان أغلى من رجل وأغلى مني"، هكذا توقع البعض أن يتصرف رجل برنامج " من سيربح المليون"، وكانت التوقعات أن يكون قد تعلم من البرنامج آلية الكسب والربح، لكنه قرر أن ينتظر القرار القادم من خارج الحدود اللبنانية حتى ينطق بالإستقالة التي سيجبره الشعب اللبناني على تقديمها في نهاية المطاف ، ليهدر قرداحي فرصة لن تتكرر في حياته.

ولم يدر في خلد قرداحي أن الشعوب لا تتذكر من يكون سبب دمارها وإشعال الحروب فيها، إلا لتعلم أبنائها كيف يبتعدون عن تصرفاته أو للحكم عليه، وفي العادة يتم وصفهم بأعداء الشعب وانهم باعوا أوطانهم لأجل مصالح خارجية، ولكن للحق فإن تصرف قرداحي لم يكن غريباً عن عربي جلس على كرسي، ففي بلاد العرب يعتبر المنصب عديل الروح، ولم ينهض أحد عن كرسيه إلا مكرها مجبرا، لذا فإن من النادر أن نجد عربي يستقيل من منصبه لإنقاذ وطنه وتجنيب شعبه الأخطار القادمة، ولنا في الربيع العربي دروس مستفادة وعبر للتاريخ فجميع من تمسكوا بالعروش وضعوا في النعوش، والبعض اصبح في غياهب النسيان حين نسيته الأوطان لأنها لم تكن أولوية لديه.

لقد وضع قرداحي نفسه في موقف صعب وظهر أنه ينتظر القرار القادم من الشرق لتقديم إستقالته، وأن قراره لن يكون نابعاً منه شخصياً ولا من الحكومة اللبنانية التي تنتظر بدورها ذات القرار، وكان على قرداحي أن يفارض القرار الشرقي أو قرار الهلال الشيعي، على أن يكون ثمن ثباته على موقفه وعدم الإستقالة مشروط بتقديم الدعم لوطنه، وبالذات التجار والمزارعين وضمان مستقبل العاملين في دول الخليج على الرغم ان الدول الخليجية لن تحاربهم في لقمة عيشهم، عدا ذلك يكون قرداحي مجرد تابع يُنفذ ما يؤمر به ولا يملك من قراره شيء.

اضاع قرداحي فرصة لن تتكرر في حياته، بأن يكون الرجل الذي يُجمع على حبه اللبنانيين، ليتحول من وجه تلفزيوني محبوب إلى مبغوض عند أصحاب المصالح الباحثين عن الحياة الكريمة في بلد يعاني إنقاسامات متعددة، ويعتبرون الخليج العربي سوق تجاري لبضاعتهم، لكن قرداحي أراد الظهور أنه شخص قوي غير قابل لتلقي الأوامر وأنه صاحب القرار، لتغيب عنه الصورة الإعلامية الكُبرى رغم أنه إعلامي، بأن الحقيقة واضحة ويعلمها الجميع فالقرار ليس شخصي والقرار لا يأبه بمصير لبنان، فالقرار غايته العناد ومحاولة كسب نقاط للشرق على حساب الغرب دون أن يكون لباريس العرب حساب في برنامج قرداحي " من سيربح ....".