يرى بأنّ محاربة الإنسان الناجح في الوطن العربي أصبحت قاعدة
حفيظ دراجي:
لسنا مستعجلين وثمار "الميني قول" بدأت بالظهور
شرف كبير لي أن أكون سفيراً للـ"الميني قول" وأنا فخور بهذه المهمة
"الخواجة" يعطي من جهده ووقته وماله الكثير لنشر "الميني قول"
الإعلام الرياضي لا يتردد في القيام بدوره وواجباته وجمهور اليوم أصبح واعياً
لهذه الأسباب لايمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تقضي على الإعلام
إعلامي جزائري ، شعلة من النشاط والحيوية , يعتبر من الأسماء الهامة واللامعة في ميدان التعليق الرياضي العربي، يعمل بمهنية بعيداً عن الأضواء ولا المسميات والألقاب.. هو بحر من المعلومات في شتى المجالات، خدم في العديد من المناصب ولا زال يقدم خدمات وجهود كبيرة في سبيل الارتقاء بالإعلام الرياضي العربي.
الزميل حفيظ دراجي سفير لعبة "الميني قول" الجديدة، الكويتية المنشأ، والتي يرى بأنّها قطعت أشواطاً كبيرة على صعيد الانتشار والممارسة، وحينما نخصص الحديث لنقصره على "الميني قول"و" الإعلام الرياضي العربي" نجد أنفسنا أمام مجموعة كبيرة من الأسئلة والاستفسارات والقضايا التي قد لا تكفي في مقابلة واحدة للإجابة عنها والإحاطة بها جميعاً، لكننا اخترنا أبرزها وطرحناها على الزميل حفيظ وهانحن نفردها لكم..
*- "الميني قول" رياضة جديدة بهوية كويتية.. فكيف تعملون كسفير للعبة على نشرها عربياً والحصول على اعتراف دولي بها ونشرها في العالم؟
شرف كبير لي أن أكون سفيراً للعبة "الميني قول", أعمل بقناعة وبالتنسيق والتعاون مع رئيس اللجنة الكويتية للميني قول السيد حسن الخواجة بتناغم وانسجام وأنا فخور جداً بهذه المهمة بعيداً عن لقب السفير لأنني مقتنع بها وأعمل بكل ما أمتلكه من خلال حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لدعم اللعبة ونشرها وتشجيع ممارستها واستقطاب أكبر عدد من المتابعين وأيضاً من خلال الحساب الخاص باللجنة, أعتقد بأننا قطعنا خطوات كبيرة جداً والقائمون على اللعبة مقتنعين بما نقوم به من عمل حتى الآن رغم كل الظروف الصعبة التي شهدها العالم خلال الفترة الماضية.
*- ماهي أبرز الأعمال والزيارات التي قمتم بها ضمن هذا الإطار؟ وماهي ردود الأفعال والقناعات التي وجدتها تجاه فكرة اللعبة؟
شاركت في مناسبات وفعاليات ودورات عدة تمّ تنظيمها من قبل اللجنة الكويتية للميني قول ورافقت رئيس اللجنة في زيارته لمختلف الهيئات الرياضية في قطر من اللجنة الأولمبية إلى اتحاد كرة القدم ومؤسسة إسباير من أجل نشر اللعبة وبحث آفاق التعاون الممكنة إقليمياً وخليجياً بالدرجة الأولى, كما كان لدينا تواصل في الكويت مع هيئات رياضية واقتصادية لدعم اللعبة, ووجدنا الكثير من التجاوب والاهتمام والرغبة في دعم نشر اللعبة داخل الكويت وخارجها كما استمعنا لمختلف الآراء والانطباعات التي تخدم مسيرة اللعبة فنحن ما زلنا في بداية الطريق والمشوار مازال طويلاً جداً.
*- كم من الوقت تحتاج اللعبة لتدخل مجال التطبيق العملي ونراها تمارس عربياً وفي دول العالم؟
من الصعب جداً الحديث عن الوقت الذي تحتاجه ,لكن يجب أن نعطيها الوقت ونتحلى بالكثير من الصبر والجهد حتى نصل بهذه اللعبة إلى الشيء الذي نريده لاسيما بعدما أصبحت تتبع للجنة الأولمبية الكويتية ,وهذا الأمر سهّل علينا كثيراً, وهنا أتوجه بالشكر للقائمين على الأولمبية الكويتية دعمهم ومساندتهم, وهذا أعطانا سرعة إضافية ودفعة قوية لتحقيق كل المشاريع التي نخطط لها في الكويت وخارجها, أما الحديث عن الوقت فسابق لأوانه لسنا مستعجلين لكن الثمار بدأت تظهر بشكل كبير من خلال هذا الاستقطاب الذي تمكنّا من الحصول عليه من خلال الزيارات التي قمنا بها وتحدثنا عنها
*- ماهي أقصر الطرق برأيك للحصول على الاعتراف والاعتماد الأولمبي للعبة؟
نحن لا نبحث على أقصر الطرق للحصول على الاعتراف والاعتماد الأولمبي للعبة, نبحث عن أفضل الطرق وليس أقصرها لأن العبرة ليست بالزمن وليست بالمسافة التي نقطعها بقدر ما تكون العبرة بالهدف والغاية في حد ذاتها لأن غايتنا رياضية ونبيلة وهي السماح لأكبر عدد ممكن من الناس سواء كانوا طلبة أو ذوي احتياجات خاصة أوسيدات أن يمارسوا لعبة بسيطة جداً تمارس داخل القاعات بقواعد وأنظمة وقوانين سهلة ,فنحن لا نبحث عن أقصر الطرق ولكن عن الآمن منها للوصول إلى المبتغى الذي نريده .
*- ماذا تحتاج رياضة "الميني القول" لدعمها ؟
تحتاج إلى جهد اضافي من طرفنا, كما أنها تحتاج طبعاً إلى إمكانيات مادية لأن الأمر يتطلب كما تعرف بعض اللوازم والمساحات, وتتطلب كذلك محاولات إقناع المزيد من الممارسين من العائلات والمدارس والجامعات والمؤسسات الاقتصادية التي يجب أن ترافقنا وأعتقد بأننا في الطريق الصحيح ضمن هذا الإطار..
*- كيف ترى وتقيّم مسيرة عمل اللجنة الكويتية للميني قول والدور الذي يقوم به رئيسها حسن الخواجة في نشر اللعبة؟
مسارنا ومشوارنا موفق إلى حد ما حتى الآن , وراضون على جهدنا وما قمنا به حتى الآن من عمل , وعلى رئيس اللجنة السيد حسن الخواجة الذي يعطي من جهده ووقته ومن ماله الكثير من أجل هذه المهمة النبيلة, أعتقد أنّ دوره كبير جداً في تحريك العجلة والوصول إلى المبتغى الذي ننشده, بشكل ثابت وليس بالضرورة أن يكون بشكل سريع من خلال هذا الإقناع الذي نمارسه من خلال هذا الجهد ,ومشكور السيد حسن الخواجة على أنه فكّر في هكذا لعبة واجتهد ويتواصل مع الكثير من الرياضيين والإعلاميين والفنانين والمثقفين ورجال المال والاقتصاد لدعم نشر اللعبة وتشجيع ممارستها.
*- الإعلام هو الجناح الذي لا يمكن للرياضة أن تحلق من دونه والعكس صحيح..مارأيك بهذه المقولة؟
أنا مع هذه المقولة, الإعلام وصفته بجناح, وربما هذا الوصف صغير مقارنة بحجم الدور الذي يقوم به الإعلام سواء أكان كويتياً أوعربياً أو حتى عالمياً لأنه من دونه يصعب أن نصل لمبتغانا وهي فرصة لنشكر الكثير من الإعلاميين ووسائل الإعلام الكويتية بالدرجة الأولى على دعمها لنا
*- بحكم الخبرة.. ما هي أبرز أوجه معاناة أو نقاط ضعف الإعلام الرياضي العربي أو مشاكله الآن؟!
من الصعب جداً بالنسبة لي كإعلام أن أحدد بوضوح أوجه معاناة أو نقاط ضعف الإعلام الرياضي العربي أومشاكله , طبعاً لديه نقاط قوة ونقاط ضعف ولديه مشاكل وعنده متاعب وصعوبات, لكن لديه مميزات يتميز بها بأنه لا يتردد في القيام بدوره وواجباته ,مقوماتنا وإمكانياتنا أكبر بكثير والمشاكل الموجودة تتعلق بالمناخ أكثر مما تتعلق به بطريقة مباشرة تتعلق بالوسائل و الوسائط والفهم لهذا الدور, لكن نحن نسعى دائماً حتى نكون جزءاً من المنظومة الرياضية عموماً ومن منظومة المجتمع في حد ذاته لأنه لا يمكن أن تفعل أي شيء دون مرافقة الإعلام الذي نقدر دوره وهو يقدر مجهودنا وهذا التقدير المتبادل هو الذي يسمح للجميع بتحقيق غاياتهم.
*- بعض وسائل الإعلام تعمد إلى استقطاب بعض الاصوات والأقلام الرخيصة وغير المتخصصة ..هل تعتقد أنّ هناك أيضاً انجراف من الإعلام العربي الرياضي وراء رغبات الجمهور بطريقة استهلاكية إذا جاز التعبير؟
نعم هناك بعض التقصير مثلما فيه جهد ,صعب جداً أن تحدده لأنّ الامر ليس شاملاً وعاماً لحسن الحظ , عندما تتحدث عن الإعلام في الكويت أو الجزائر أو قطر, كل إعلام لهو وعليه, ويبقى المهم هو أننا نعتمد على وعي الجمهور بطريقة مباشرة وإدراكه لقيمة الإعلام المهني الحقيقي مقارنة بما يقوم به مثلاً بعض المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي, هذا لديه دور وهذا لديه دور, هذا عنده وسيلة والآخر لديه وسيلة, جمهور اليوم أصبح واعياً بشكل كبير لما يستهلكه, ونحن يجب علينا أن نصر ونصبر ونجتهد أكثر, ولا نصاب بالغرور إذا حققنا نتائج ولا نعتقد بأنّ الإعلام انتهى دوره, ما زال لديه دوراً كبيراً مهما بلغ حجم الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها, لكن يبقى دور الإعلام بما في ذلك التقليدي كبير جداً
*- متى سنشاهد جميع الدول العربية الـ (22) مجتمعة تحت سقف واحد ورأي واحد لاسيما في الإعلام الرياضي ؟ وما الذي يمنع ذلك؟
عندما نصل لدرجة أنّ كل الدول العربية تكون تحت سقف ورأي وهدف وغاية واحدة في مجالات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية عندها سنصل إلى بلورة تصور يتعلق بالإعلام الرياضي وغاياته لأن الإعلام عموماً يجب أن يجتهد على القيام بواجباته الأساسية بشكل جيد التي هي الإعلام والتثقيف والترفيه, عندما نصل لدرجة ليس الاكتفاء وإنما التركيز على هذه المهام الثلاث الهامة وتجنب الانزلاقات أعتقد أننا سنصل إلى مجتمعنا, يمكن أن نجتمع على غايات وأهداف, ليس على رأي واحد ممكن تختلف الأراء والانطباعات والمواقف في مجالات مختلفة سواء تعلقت بالبلد بأي بلد في حد ذاته أو بالمجتمع العربي عموماً, نحن لا نسعى إلى أن يكون لدينا رأياً واحداً, بل نسعى إلى أن تكون آراء وانطباعات وخطط وتصورات حتى ولو كانت مختلفة.
*- تعتبر من أبرز الشخصيات الإعلامية الرياضية العربية واستطعت الوصول إلى قمة المجد والشهرة.. فهل أصبت في يوم من الأيام بغرور الشهرة ؟
أبداً لم أصب بالغرور ولا أعتقد أنني وصلت إلى القمة, لا أبداً ما زلت "جيعان وعطشان", ممارسة المهنة وما زلت أحاول أن أتقنها وما زلت أحاول أن أجتهد, دوماً هذا الشغف ما زال موجوداً, طيلة حياتي لم أعتبر نفسي أنني وصلت إلى القمة, ولا أعتبر نفسي أنني من أبرز الشخصيات الإعلامية الرياضية في الوطن العربي, أعتقد أنني أحاول أن أقوم بواجبي المهني والأخلاقي تجاه القارئ والمشاهد والمستمع , وأحاول تأدية رسالتي كما ينبغي حتى ولو اختلفت مع الآخرين, وحتى ولو الآخرين اختلفوا معي في وجهات النظر ,لكن الغاية في مجال الإعلام لا تبرر الوسيلة, الغاية تفرض عليك أن تكون ملتزماً وأن تصبر وتجتهد وهذا ما أقوم به
*- لماذا يحارب الإنسان الناجح في العالم العربي؟
للأسف محاربة الإنسان الناجح في الوطن العربي صارت قاعدة ليس فقط في مجال الإعلام ولا في مجال الرياضة في مجالات عدة جداً رغم أنّ ديننا وتقاليدنا وثقافتنا تفرض علينا الالتزام بمشاعر الحب والاحترام والتقدير لبعضنا البعض ولكن الكثير من النفوس المريضة للأسف الشديد نتمنى لها الشفاء, ونتمنى أن نتغلب عليها بالحكمة بالدرجة الأولى والصبر بالدرجة الثانية, للأسف الشديد هذه الظواهر موجودة في وطننا العربي كما هي موجودة ظواهر ومظاهر آخرى مسيئة, نتمنى فقط أن لا تصيب العدوى الأجيال الصاعدة التي نتمنى لها أن تكبر على الحب والاحترام.
شكراً لكم على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن هذه المواضيع لاسيما موضوع الرياضة الجميل "الميني قول" والجهد من أجل تطويرها في الكويت وفي الخليج والوطن العربي وفي العالم بأسره لأنه توجد لديها صبغتها وعندها نكهتها الكويتية التي نريد لها أن تكون رياضة جماهيرية بالدرجة الأولى يمارسها كل الناس صغاراً وكباراً في ظروف حسنة, والآخرين لم يتفوقوا علينا بأشياء لا نملكها نحن نملك الكثير من المقومات ..
صفوان الهندي