لو نطقت مدرجات استاد الملك فهد الدولي في الرياض لاشتكت غياب الآلاف من الجماهير اليمنية بعدما توقفت رحلة فريقهم عند الدور الأول في خليجي 22.
وفي يوم المباريات الرابع في أكبر ملاعب الرياض الذي يسع 62 ألف متفرج، يظهر سوى بضعة آلاف من الإماراتيين وبضع مئات من العراقيين، في مباراة كبرى تكرر فيها نهائي نسخة 2013 من البطولة الخليجية.
قبلها ولـ3 مرات، ملأ اليمنيون نصف المدرجات على الأقل في كل مرة، وحملوا فريقهم الشاب لنتيجة لا سابق لها في كأس الخليج بتعادلين في أول جولتين، قبل الخسارة 1-0 أمام السعودية المضيف في الجولة الحاسمة.
لكن حتى غياب المدرب ميروسلاف سوكوب وتشكيلته الشابة عن البطولة لم ينس أحد مشهد الجماهير اليمنية التي عودت الجميع على هتافاتها وأعلامها وتصفيقها المتناغم.
وقال ماجد العتيبي، وهو مدرس سعودي عمره 35 عاما، حضر الخميس لدعم الإمارات "بصراحة خسارة الجمهور اليمني...كنت تراهم قبل المباراة بساعات".
وأضاف "الملعب شكله سيء...لن أقلل من حجم أي جمهور آخر، لكن البطولة كلها بدون الجمهور اليمني شكلها غير".
وأضاف "حضرت يوم مباراة اليمن وقطر. كان الجمهور اليمني ينزل علينا كالسيل من المدرجات...الجمهور اليمني شيءٌ خيالي...شيءٌ خرافي".
ويحكي المدرس السعودي عن حضور تجاوز 30 ألف متفرج يمني في كل مرة خاض فيها سوكوب وفريقه جولة في البطولة.
وحين أتت الجولة الأخيرة، كان 30 ألف يمني أو يزيد مقابل 10 آلاف سعودي في قلب الرياض، وانتصرت السعودية وصعدت فيما خرج اليمن، لكن مشهد الجمهور اليمني ظل الأبرز في البطولة.
وتابع العتيبي "الجمهور اليمني كان هائلا يوم مباراة السعودية...لكن المنتخب السعودي كان قويا جدا...كنت أتمنى أن يرافقنا اليمن في قبل النهائي".
وحتى المشرفين- وهؤلاء ينزعجون عادة في أي بطولة من الحضور الجماهيري الكبير- افتقدوا اليمنيين بعدما ساعدوا في تنظيم دخول 5 آلاف شخص على الأكثر في أكبر بطولة خليجية.
وقال أحمد محمد الجمعان، أحد المشرفين في استاد الملك فهد، حين سئل عن ضغط الحضور الجماهيري "فعلا. يضع هذا علينا بعض الضغط...لكن الجمهور اليمني شرفنا والله".
واصل الإشادة "لم يسبب لنا أي مشاكل...عادة نشعر بالضغط للحضور الكبير، لكن الجمهور اليمني على العكس، جمهور متفهم لأقصى درجة".
وفي غياب اليمنيين، سيأمل المنظمون أن يحضر السعوديون بأعداد أكبر حين يلتقي فريقهم في قبل النهائي مع الإمارات، حاملة اللقب، الأحد المقبل.
وخيب الجمهور السعودي الآمال منذ الانطلاق أمام قطر في يوم الافتتاح بحضور ضعيف لم يتحسن حتى والفريق يهزم البحرين ثم اليمن.
وتابع جمعان "إن شاء الله يحضر الجمهور السعودي في المباريات المقبلة".