- احمد محمد قعطبي:
كانت تنتقل بين الركاب لتقديم واجب الضيافة كأحسن ما يقوم به المضيف .
وجه عريض ممتلئ يكسوه جمال هادئ محبب .. لسان ىنطق بكلمات تنم عن احترام وتقدىر للضىوف / الركاب .. صوت منخفض كأنه همس عند تخاطبها مع الركاب.
" يا أخ .. عندنا عصائر متنوعة ومشروبات غازية .. اعطيك ايش ؟! .. يا أخ عندنا سمك .. دجاج .. لحم .. ايش تفضل ؟! ..كمان معانا رز وبامية وسلطة .. ايش اغرف لك ؟! "
عندما دفعت حاوية الأكل باتجاه المقعد الذى كنت اجلس عليه .. لاحظت ان الراكب الذي كان يجلس على المقعد خلف مقعدي .. قد نهض من مقعده يهم بالتقاط صورة لها .. رفعت صوتها على غير المعتاد :-
" اسمع يا أخ .. ارجوك لا تصورني .. انا هنا اقوم بعملي كمضيفة وليس من حقك او حق احد غيرك يأخذ تستحقين .. ارجوك .. ارجوك ".
حاولت تهدئتها .. لكنها لم تهدأ الا بعد ان اخذ الراكب مقعده جلوسا وقد صرف النظر عن التقاط الصورة .. وهنا فقط واصلت حديثها معي :- " انا هنا اعمل كي احصل على رزق حلال يساعدني على صرفيات البيت .. انا متزوجة وعندي طفل .. بعدىن .. ايش يمكن يكون موقف زوجي اذا شاف صورتي مع انسان غريب .. ليش بعض الناس عندهم فكرة سيئة عن المضيفات ؟!".
اكبرت فيها موقفها واعتزازها بنفسها وحرصها على سمعتها وسمعة اسرتها .. بعد ان عادت لتأخذ اطباق الطعام الفاضية .. سألتها :- " انت من فين يا بنت ؟! .. ردت بكل ثقة :- " انا من عدن .. انا من كريتر !".
حياك الله ابنتنا .. حياك يا من كنت تخدم الركاب في مقصورة الدرجة الاولى على رحلة " اليمنية " من القاهرة الى صنعاء مساء الجمعة 12 / 12 / 2014 .. لك كل تقديري واحترامي .. فأنت تستحقين اكثر من ذلك .
المصدر: اضغط