وزارة الشباب و العبث بمخصصات الاندية

Monday 30 November -1 12:00 am
وزارة الشباب و العبث بمخصصات الاندية
سعيد باشعيب
----------
لا يخفى على أحد الحالة المادية المأساوية التي تعيشها أنديتنا , فلا يخلو ناد من تراكم المديونيات و قد تكون القشة التي قصمت ظهر العديد من إدارات الأندية و حملتها على تقدم استقالاتها .. في ظل المستوى الرياضي المتدني في بلدنا تضعف مداخيل الأندية المالية , فلا موارد من دخل الملاعب أو التسويق الإعلامي و تبقى المخصصات التي تصرفها الوزارة عبر صندوق النشء المورد الوحيد و الثابت .. أما اجتهاد إدارات الأندية في مد يدها هنا و هناك لجهات رسمية و شعبية فهو غير ثابت و يتفاوت من ناد لآخر وهو مثل الفصل الأربعة يتأرجح بحسب ظروف البلد ..
فالمخصصات التي تصرفها الوزارة هي الرئة التي تتنفس بها الأندية و لن تستطيع تحمل أي مرض أو خلل في هذا الاتجاه .. الوزير راوح أحسن صنعا بإنشاء صندوق النشء الذي مثل فتحة النور التي تضيء للأندية , من بعده صاحب الصندوق عبث غير عادي و لا يزال مثار علامات استفهام كبيرة .. في الوقت التي تنتظر الأندية وعود الوزير الارياني بزيادة المخصصات و إضافته مورد جديد للصندوق من ضريبة عائدات الاتصالات تصدم بتشوهات جسيمة في مخصصاتها لحظة استلامها لتتبخر الوعود الاريانية و تدرج في إطار البهرجة الإعلامية , فلم تكتف الوزارة بحرمان الأندية من مخصصات النصف الثاني لعام 2012 و كذا النصف الثاني لعام 2013 م تحل الصاعقة بخصم النصف من مخصصات الفصل الثاني لعام 2014م و بدون أي بيانات كالسابق توضح تفاصيل المخصص حسب الألعاب التي تزاولها و الدرجة التي تحتلها إلا توضيح واحد فقط و هو على هذا النحو سيكون مخصص الفصل الثالث و الرابع .. لا ندري أين تلاشت النشوة المعمرية بالترويج لرفع المخصصات ؟ مستغربين لهذه التقلبات , فهل غلب الفساد النزاهة أيها الوزير الشاب أم كبحت الظروف أحلامك و وعودك ؟؟
لا أستطيع التعليق على هذه المهزلة أو كيف أصفها ؟؟!! و أنا واحد من الذين صفقوا للوزير بحرارة , وقفنا بأقلامنا و منشوراتنا ضد كل من حاول التشكيك في قدراتكم أو من أثار موظفي الوزارة لمواجهتكم او من قلل بأهمية مؤتمر الرياضة و انتخابات الأندية و الاتحادات و معي الكثير و الكثير ممن يرون تلك الأفعال تصب في خانة تصفية حسابات سياسية أو من باب المكايدة الشخصية و لا زلنا نحسن الظن في قيادتكم فأنت الوحيد الذي تمثل شريحة الشباب في مجلس الوزراء و دعك من أي تمثيل آخر .. ليكن حملك لراية الشباب هو الأهم لتعكس الروح الوطنية و الغيرة على هذا البلد التي تتقد في نفوس الشباب و لترفض الانجرار وراء مسلسل التخريب و نهش الجسد الوطني عبر ممارسات ممقوتة سئمت هي من طول مدتها في بلدنا و لكن معتنقوها يزدادون شراهة ..
أنقل إليك رأي النخب الرياضية الضائقة ذرعا بهكذا تصرفات , أما رأي العامة فمن الصعب تقله لما يحمله من سوء القول و فحشه و هم على حق فصدمتهم أفقدتهم الصواب فبارقة الأمل التي يؤملون عليها تتلاشى و الأفق الواسع يضيق و الوجع بلغ مداه .. ندرك حجم المصائب التي تتنزل على بلدنا و أن الامتحان صعب و النتائج حتما ستكون تاريخية و الناس على فسطاطين الوطن و الحق و ولو على أنفسهم أو الفساد و العبث و حرق مكتسبات الوطن و كلا الأمرين تضعك على رؤوس الإشهاد و شتان ما بين الموقف و الموقف ...