
- يمني سبورت-ﻣﻴﺴﺎﺀ ﺷﺠﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻦ - ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﺑﻼ ﺃﺏ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺸﺮﺍﺕ
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻠﻨﺼﺮ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﺼﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ
(ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ) ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻟﻮﺍﺀ
ﺍﻟﺠﻴﺶ 33 ﻣﺪﺭﻉ ﻟﻘﺎﺋﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺿﺒﻌﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ، ﺛﻢ
ﺭﻓﻊ ﺃﻋﻼﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﻳﻨﺎﻳﺮ / ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﻫﺎﺩﻱ .
ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟـ "ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ " ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺿﺪ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ . ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻫﺸّﺔ
ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮ ﻓﻲ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺮﻭﺏ، ﺗﺘﺴﻢ
ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﺭﺑﺔ، ﻣﺜﻞ
"ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺑﺪﺍﺋﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﻣﺪﺭﺑﺔ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً . ﺗﻤﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻗﻮﺍﺕ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺴﻠﺤﺎً ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻗﻮﺍﺕ
ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻭﺗﻌﻮﺽ
ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩﻱ، ﻟﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮ ﻭﺍﻟﻔﺮ .
ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﻧﺼﺮﻩ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺼﺐّ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ، ﺃﺑﺴﻄﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ
ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺎﻣﻞ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻭﻫﻮ
ﻋﺎﻣﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﻨﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﺒُﻌﺪ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ
ﻳﺴﺘﻨﺰﻑ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻳﻀﻌﻔﻬﺎ .
ﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ
"ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺗﻤﺤﻮﻫﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ
ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ . ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺼﺮ
ﻭﺣﻴﺪ ﺑﺪﺍ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻭﻗﻮﻳﺎً ﻫﻮ ﻧﺼﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻓﻲ
ﻃﺮﺩ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﺄﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺘﻠﻚ
ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ .
ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺻﻼ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﻋﺪﻥ
ﻭﺗﻌﺰ، ﻭﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻴﻤﻦ . ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ
ﻫﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ
ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ
ﺗﺴﺮﻳﺢ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻭﻟﻲ
ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﺮﺍﺭﺗﻪ ﻗﺒﻞ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﺗﺸﻬﺪ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻣﺎً ﺗﻀﺮﺏ
ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻭ
ﻋﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ 2011 ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻬﺪ ﻫﺎﺩﻱ .
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ ﺿﺒﻌﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ
ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﻘﻤﻌﻪ ﻭﺩﻣﻮﻳﺘﻪ .
ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮﻩ، ﺇﺫ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
ﻓﻬﺎﺩﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﺤﻮﺭ ﺃﺑﻴﻦ - ﺷﺒﻮﺓ، ﺃﻱ
ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ -
ﻟﺤﺞ . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎً، ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺪﻩ
ﻓﻲ ﺣﺮﺏ 1986 ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻬﺰﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺤﻮﺭ ﺃﺑﻴﻦ ﻣﻤﺜﻼً
ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻓﺮّ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺗﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ
ﻓﻲ ﺣﺮﺏ 1994، ﻭﺗﻤﺖ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ، ﻭﻟﻮ ﺑﻼ
ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺗﺬﻛﺮ .
ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻡ 2012 ، ﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺣﺘﻮﺍﺀ
ﺑﺬﺍﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻔﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺣﺘﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺖ
ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﻭﻻﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ .
ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻫﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺿﺒﻌﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﺷﺘﻜﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻨﻪ . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺑﺖ
ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ .
ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ
ﺑﺠﺒﻬﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﻌﺰ ﻭﻣﺄﺭﺏ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻃﺮﺩ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻭﻝ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ - ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺗﻄﺮﺩ
ﻣﻨﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻳﻌﺰﻯ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ؛ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺨﺮﻃﺖ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ، ﻣﺜﻞ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﻨﻔﺮﺓ ﻭﻋﻴﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻱ ﻭﺧﺎﻟﺪ
ﻣﺴﻌﺪ . ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ ﻭﻋﺪﻥ ﻭﺗﻌﺰ ﻣﺜﻼً،
ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺘﺔ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﻳﺮﻓﺾ
ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ، ﻭﻣﻨﺨﺮﻁ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ "ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ" ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﺁﺧﺮ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻋﻦ
ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ - ﺻﺎﻟﺢ، ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﻣﻨﻔﺮﺩﺓ
ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺄﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﺃﻭ
ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ
ﺃﺑﺪﺍً .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، ﻣﺮّ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﺣﺘﻔﺎﺀ
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ، ﻓﻬﻮ ﻧﺼﺮ ﻳﺼﺐ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﻓﻲ
ﻣﻄﻠﺒﻪ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ .
ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻮّﻝ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ
ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ،
ﻣﺜﻞ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻟﺬﺍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻒ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼﻠﺔ، ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ . ﻫﻮ ﻧﺼﺮ ﻳﺨﺘﺼﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﺘﺠﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻟﻠﺘﻤﺰﻕ ﻧﺤﻮ ﻛﺎﻧﺘﻮﻧﺎﺕ ﻣﻨﺎﻃﻘﻴﺔ،
ﻓﻼ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ
ﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .