ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺜﺮ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﻨﻴﻑ ﺑﺸﺄﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺳﻠﻄﻨﺔ
ﻋﻤﺎﻥ -ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻳﻤﻨﻴﺔ- ﺗﻘﻮﺩ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ
ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻻﻧﺴﺤﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﺪﻥ،
ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺗﺒﺪﻭ
ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻌﺪﻡ ﺟﺪﻭﺍﻫﺎ ﻭﻓﻖ
ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﻤﻨﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺃﻛﺪ ﺃﻣﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ
ﺃﻥ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻦ
ﻋﺪﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ
ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺣﻤﺪﻱ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ “ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺰﺍﻡ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻔﺼﻴﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺃﻣﺮ ﻣﺮﻓﻮﺽ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ” ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ “ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻃﻦ
ﻭﻟﻴﺲ ﺻﻨﺪﻭﻗﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮﺭ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﻤﻦ
ﺃﺭﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﻢ .”
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻷﺣﻤﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ “ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻫﻲ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ .”
ﻭﺗﺎﺑﻊ “ﻧﺤﻦ ﻧﺨﻮﺽ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﺿﺪ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﻲ ﺩﺣﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻔﺮﺽ ﺃﻱ ﺷﺮﻭﻁ، ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﻴﺮ
ﻃﺮﻳﻖ ﺁﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﻻﻧﺴﺤﺎﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ .”
ﻭﺗﺒﺪﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺃﺑﻌﺎﺩ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ “ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻟﻀﻐﻮﻁ
ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻋﺪﻥ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ
ﻋﻠﻲ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺠﻨﺐ ﺧﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺤﺴﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ .”
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ “ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻠﻂ ﺃﻭﺭﺍﻕ
ﻟﻠﻔﻮﺿﻰ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ
ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﺎﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﺍﻟﻨﺰﻳﻪ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺖ
ﺿﻮﺀﺍ ﺃﺧﻀﺮ.
ﻭﻣﻴﺰﺓ ﻋﻤﺎﻥ ﻫﻲ ﺗﻘﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﺗﻔﺎﻫﻤﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ
ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻗﺪ
ﻳﻀﻌﻒ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻤﺮ.
ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺑﻌﺪﻥ ﺭﺩﻓﺎﻥ
ﺍﻟﺪﺑﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﺗُﺠﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻥ
ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺣﻠﻴﻔﻬﻢ ﺍﻟﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻊ ﻭﺷﺮﺍﺀ
ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ ﺇﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ
ﺗﺴﺮﻳﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻤﺰﻳﻖ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﻒ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ
ﺩﻭﺭ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ، ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺷﺮﺥ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻥ.
ﻭﺃﺿﺎﻑ “ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻮﺣﺪ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺇﻳﺮﺍﻥ،
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﺻﺎﻟﺢ ﺗﺮﺍﻭﻍ
ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺨﻔﻴﻒ
ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺤﺐ ﺃﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﺇﻻ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻬﺎ .”