وتشير المعلومات الى أن حزب الاصلاح يسعى لتحويل محافظة تعز الى بؤرة صراع طويل وميدان للمعارك على أسس مناطقية ومذهبية لن تتوقف آثارها عند حدود تعز بل ستتوسع خارج حدود المحافظة نظرا لانتشار أبناء تعز في مختلف محافظات الجمهورية، وهو ما سيجعلهم عرضة للانتقام إذا استمر حزب الاصلاح في القتل والتنكيل على أساس مناطقي ومذهبي، وسيكون بداية لنُذُر أهلية واسعة".يمكنك أن تقرأ هذا الكلام على صفحة شخص مؤتمري في فيسبوك وتقول: لابأس! إنه غاضب من الانتهاكات والجرائم التي ارتُكبتْ في تعز على أساس مناطقي وطائفي في حق بعضالمحسوبين على الحوثي وصالح. لكنْ، أنتقرأ هذا الكلام على صدر الصفحة الأولىمن صحيفة "الميثاق" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي العام في عدد هذا الأسبوع )الإثنين الفائت( وضمن تقرير رئيسي باسم الصحيفة وليس حتى ضمن مقال لأحد كتابها، فلابد أن تقول: لحظة، استوب، نحن أمام كلام خطير!الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها فصائل منضوية في إطار مقاومة تعزضد أيٍّ كان مدانة لاشك ولابد من وضع حد لها، ويتحمل حزب الإصلاح وكل القوى السياسية والاجتماعية في تعز مسؤولية سياسية وتاريخية وأخلاقية كبيرة حيال موجة الكراهية والتحريض المناطقية والطائفية المتصاعدة في تعز وغيرها من المدن ضد أبناء المحافظات "الزيدية" لمجرد انتمائهم للمحافظات "الزيدية". غير أنه، حتى لو لم يتصرف الإصلاح بمسؤولية تجاه هذا الأمر، فهذا لا يبرر أبداً انزلاق المؤتمر وجماعة الحوثي الى تغذية موجة كراهية وتحريض مناطقية وطائفيةمقابلة في صنعاء ومناطق شمال الشمال الأخرى ضد أبناء تعز أو غيرها، ولا يبرر أبداً التلويح بـ"الانتقام" بأي شكل من الأشكال من أبناء تعز في أي منطقة على خلفية أية أحداث في تعز.ثم، مامعنى هذا: "وهو ما سيجعلهم عرضة للانتقام )يقصد أبناء تعز( إذا استمر حزب الاصلاح في القتل والتنكيل على أساس مناطقي ومذهبي"؟لماذا تحمل صحيفة المؤتمر كل أبناء تعز تبعات استمرار "حزب الاصلاح في القتل والتنكيل على أساس مناطقي ومذهبي" على حد تعبيرها؟هل نسيت الصحيفة أن المؤتمر حزب يتمتع بقاعدة عريضة في تعز أم أن المؤتمر تخلى عن قاعدته العريضة هناكلصالح الإصلاح، وأصبح "حزباً" من"سُمَارة" و"مَطْلَع"?!أنا على قناعة أنه ما يزال من "سُمارة" و"مَنْزَل" أيضاً.لكنْ، من يقنع صحيفة الميثاق بهذا؟!ليتذكر الحوثيون والمؤتمر )ممثلاً بصالح( أن مسؤوليتهم السياسية والتاريخية والوطنية حيال موجة الكراهية والتحريض المناطقية والطائفية الصاعدة في كل مكان هي أكبر من مسؤولية أي طرف آخر لإعتبارات كثيرة، أبرزها اثنان:الأول أنهم سلطة الأمر الواقع في البلد،والثاني أنهم كانوا المتسببين الرئيسيين بكل هذا.