توكل كرمان تعترف : انا برشلونية !! .. لقاء مطول

Monday 30 November -1 12:00 am
توكل كرمان تعترف : انا برشلونية !! .. لقاء مطول
----------
أولئك الذين سعوا إلى وأد الربيع العربي أو سكتوا عن ذلك هم المسؤولون عن "ربيع داعش" الذي تعيشه المنطقة حاليا.. واحدة من رسائل وتحذيرات عديدة وجهتها الناشطة الحقوقية اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في حوارها المطول مع هافينغتون بوست عربي الذي تنقلت فيه ما بين دول الربيع العربي إلى الحديث بتوسع عن اليمن والمواقف الخليجية منها إلى الرد على الاتهامات بالتناقض وإثارة الجدل وتفسير بعض من آرائها الملتبسة إلى الحديث عن توكل الأم والإنسانة التي تعشق كرة القدم ولا تجيد طبخ الحنيذ.كرمان بدت متفاءلة وتنتظر أنباء سارة ومفاجأة قالت إن الشباب العربي قادر على تحقيقها في أي لحظة لتحقيق حلمه الذي يراد إجهاضه للعيش بكرامة وحرية وتحقيق التغيير المأمول، معتبرة أن بذور ذلك ما زالت موجودة في التربة العربية رغم النجاح الحالي للثورات المضادة وبمباركة أو صمت حكومات غربية.تناقضات عديدة واجهنا بها كرمان لكنها دافعت معتبرة أن تبدل مواقفها السياسية لا يعني مطلقا أنها "متناقضة"، بل يدخل في إطار السلوك الطبيعي الصحي ولا سيما أن مواقفها مبنية على مدى قرب أولئك الأشخاص أو تلك الحركات والدول -التي تغير موقفها منهم- من مبادئ حقوق الانسان والحريات التي تدافع عنها، وهو ما يجعلها متناقضة ظاهريا لكنها ليست كذلك في الجوهر.فسرت كرمان تحالف صالح مع غريمه السابق )الحوثي( وسر تخليه عن السعودية وتخليها عنه، ووجهت رسالة للحوثي وصالح وللعالم الغربي وأكدت على مصالح دول الخليج في استقرار اليمن.قالت أيضا إن تغير موقفها من السعودية -التي كانت تراها خصمافصارت حليفا- جاء بعد تغير سياسة الرياض من الرئيس المخلوع الذي تعتبره السبب الأساسي في الدمار والخراب الذي وصلت إليه البلاد.كما أوضحت باستفاضة مبررات انتقاداتها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وللرئيس محمد مرسي ودعمها لتظاهرات 30 يونيو /حزيران 2013 والتي كانت سببا في الإطاحة به قبل أن تعود فتدافع عنه بعد ذلك بل وتعتبره " مانديلا العرب".عائلياً، تحدثت الناشطة اليمنية عن تعاملها مع أولادها الثلاثة ولاء وعلياء وابراهيم وكيفية تربيتها لهم ومدى تدخلها في خياراتهم وحياتهم الشخصية، كما اعتبرت نفسها ناجحة في التوفيقبين انشغالاتها السياسية وحياتها الأسرية.المرأة العربية الوحيدة الحائزة علىجائزة نوبل، عبرت عن اهتماماتها الرياضية وقالت إنها تفضل لعبة كرة القدم وتشجع فريق برشلونة الإسباني.وإلى نص الحواركرمان الأم والزوجةتسافرين كثيراً لحضور فعاليات في عدة دول، هل يؤثر ذلك على أسرتك ويجعلك ناشطة أكثر من كونك أُماً أيضاً؟اعتقد أنني نجحت في الموائمة بين كوني أم وناشطة، ولا أعتبر نفسي استثناءً، فهناك الكثير من المشتغلات في المجال العام نجحن على الصعيدين العائلي والعملي.من يرعى أولادك حين تسافرين؟عائلتي الكبيرة تهتم بهم، لاسيما أختي وأمي، كما أني أتواصل مع أولادي الثلاثة ولاء وعلياء وابراهيم أثناء سفري بشكل يومي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن سلوك أولادي على قدر كبير من الانضباط والاتزان، وهذا يجعلني أطمئن كثيرا إلى أنهم لن يشكلوا عبئا أو مشكلة لأحد.توكل مع أفراد أسرتهاهل أنت متمكنة من طبخ كافة الوجبات اليمنية، بما فيها السلتةوالحنيذ والمندي؟بصراحة المندي والحنيذ لا.عادةً ما يعيش الأولاد حالة تمرد على الأم المشغولة؟ هل تمردوا عليك يوماً؟لا أدرى ماذا تقصد بالتمرد، لكنيأعطيهم فسحة كبيرة ليختاروا ما يريدون، وأهتم بتربيتهم على قيمالاستقلالية والحرية والاختيار الحر.ما أبرز انتقاداتهم؟أنا وأولادي أصدقاء جداً، لست منشغلة عنهم،أتابع تفاصيل احتياجاتهم النفسية والعاطفية والتربوية وغيرها.كيف ترضين أولادك عندما يغضبون؟أناقش اهتماماتهم أولا بأول، ولا أدعها تتراكم، وأشركهم في الحوار حول شؤونهم وحول شؤون البيت.هل ترين دورك مقبولا في السياق الاجتماعي اليمني؟إن كنت تقصد ما هو مدى القبول الاجتماعي لأنشطتي الحقوقية والثورية، فقد حظيت بمساندة شعبية واجتماعية كبيرة كان لها الفضل في كل ما أنا عليه. ربما من المناسب أن أشير إلى نقطة على قدر كبير من الأهمية، وهي أنالبعض لديه معتقدات وتصورات سلبية تجاه وضع ومكانة المرأة في المجتمع اليمني، وهي المعتقدات والتصورات التي آن الأوان لمراجعتها بعد مشاركة النساء اليمنيات بكثافة في ثورةفبراير ضد نظام علي عبدالله صالح.هل لك اهتمامات رياضية؟ هل تتابعين مثلاً مباريات كرة القدم العالمية؟ هل تشجعين فريقاً معيناً؟نعم كرة القدم، وأنا من مشجعي نادي برشلونة الإسباني.إذا أتيح لك يوماً أن تصبحي رئيسة لليمن .. هل تقبلين؟ليس لديّ إجابة جاهزة لهذا السؤال، قبولي أو رفضي في حينهسيكون بناء على تقديري لإمكانية المشاركة في إحداث التغيير نحو الأفضل من داخل السلطة أو من خارجها.من اعلامية إلى ناشطة الى نوبل..ما الذي تغير في توكل؟بقيت أهدافي ثابتة وتطورت مواقعي وأدواتي، أجد نفسي ناشطة مدنية، هكذا كنت وسأبقى في جل اهتماماتي وانشطتي.وهل خلعك للنقاب تمرد؟خلع النقاب خيار شخصي و لا يعد تمردا على شيء.التناقضهل تعتبرين مواقفك متناقضة؟لا، بل أراها متناغمة تماما مع ماأؤمن به من قيم ومبادئ تنتصر للحقوق والحريات وتناهض الفساد العام وتكافح إساءة استغلال السلطة، ومواقفي من الجهات والمكونات والأشخاص مرهونة بمدى قربهم أو بعدهم من القيم والمبادئ التي اعتنقها، هذا ما يجعلني أبدو ظاهريا متناقضة. لكنني في الجوهر لست كذلك. يريد البعض منك أن تنتقد ذلك الحاكم وذلك الحزب على طول الخط أو تمنحه الرضا دائما، وحين تشيد بموقف جيد يقوم به حينا وتدين موقفا سلبيا يرتكبه حينا آخر يعدونك متناقض، كأنك منحتهم صك دائم بالنزاهة حين اشدت بهم على موقف يستحق الإشادة. يحدث أن نراهن على جهات وكيانات لكن نصاب بخيبةأمل لاحقاً، وفي بعض الأحيان تأتي النتائج بما يخالف توقعاتنا، لا نتحمل المسؤولية عن ذلك، ولا ندعي أننا نعلم الغيب،لكن يجب أن لا نصر على مواقفنا إذا اكتشفنا خطئها.يلاحظ عليك سرعان ما تنتقدين من كانوا محل اشادتك، كثيرون يعدون ذلك تناقض أليس لديهم حق في ذلك؟أنا ناشطة حقوقية سأكون متناقضة حين أساند الحقوق والحريات حينا، وأدعو إلى مصادرتها حينا آخر، أما حين أبقى على موقفي الثابت المساند لحقوقالمدنية والسياسية للناس، فأنا لست متناقضة، بل منسجمة ومتناغمة مع نفسي، الجهات أو الأشخاص الذين يبدون مواقف متناقضة هم من يجعلونني أتخذ مواقف متقلبة تجاههم، تارةً بالإشادة وتارةً بالنقد والادانة. سأمنحك سرا يتعلق بالطريقة التي أتخذ بها مواقفي، ليس لديّ خصوم إلا أولئك الذين يعادون القيم الإنسانية، والذين يهدرون كرامات الناس.كانت السعودية خصما فأصبحت حليفا؟حين تغير موقف السعودية من المخلوع علي صالح ومن الثورة المضادة في اليمن تغير موقفي منها.ودعمت 30 يونيو في مصر ثم هاجميتها؟لازلت أرى أن هناك فرقا بين 30 يونيو وانقلاب 3يوليو، ليس كل من خرج في 30 يونيو ثورة مضادة، كثيرون خرجوا للمطالبة بالشراكة وانتخابات مبكرة في حين قوض انقلاب 3 يوليو كل فرص الشراكة ونسف مكتسبات ثورة يناير، وقضى على الشراكة والانتخابات معا، استغلال الانقلابين لجماهير 30 يونيو لا يعني أن جماهير30 يونيو جماهير انقلابية أوأنها كانت تدرك بأنها جزء من ثورة مضادة سيكون من أبرزها عودة حكم الفرد، والدولة البوليسية.وهاجمت مرسي طوال حكمه ثم اعتبرته مانديلا العرب؟ كيف تفسرين ذلك؟موقفي من الرئيس مرسي قبل وبعد 30 يونيو ومن معارضيه قبل وبعد الانقلاب يقدم دليل على أنني أتخذ مواقفي تبعا لما أعتنقه من مبادئ، أدور معها حيث دارت، وليس تبعا للجهات والاشخاص، طالما مرسي رئيس فليس من العيب أن يتم انتقاده، ننتقد الحكام ليس فقط على إساءاتهم، بل أيضا على تعثرهم وفشلهم في تحقيق الأهداف بسرعة أكبر وبكفاءة أعلى وإن كانت الامكانيات أقل. حين ينجز الحاكم شيء يجب أن يقال له كان بإمكانك أن تنجزه بصورة أفضل، لكن حين لا يفعل، وحين لا ينجز يقال له: أنت فشلت في تحقيق الانجازات، يجب أن يقال له ذلك، وليسقط حين يرتكب فسادا، أو حين يسيء استغلال السلطة.هل لا زلت ترين أن انتقادك الحاد للرئيس مرسي كان مبرراً؟انتقادي للرئيس مرسي ومعارضتيله كان محكوما بعدة اعتبارات كوني من ثوار الربيع وكوني اعتبر ضمن تيار الإسلام السياسي، طالبته بتقديم تنازلات أكثر لأننيكنت أتوقع فشله بسبب تلك الحملة التي وجهت ضده سواء كانت بالحق أوالباطل، وأرى انعدام مشاركة بقية الأطراف في الحكم سيساهم في فشل الحياة الانتقالية بشكل عام، وسيكون لذلك عواقب كبيرة على مصر العروبة ومصر أكبر دولة عربية، وعلى الربيع العربي على تجربة تيارات الإسلام السياسي في المنطقة.كأحد رموز الثورة ما الذي كان يجب ان يتم عقب الثورات؟كواحدة من ثوار الربيع العربي لديّفلسفتي الخاصة في المشاركة في الحكم أثناء الفترات الانتقالية، كنت أؤمن ولا زلت بأن إدارة الفترة الانتقالية يجب أن تقوم على أساس الشراكة، وتبعا للشرعيةالثورية وليس بناءً على الانتخابات.أثناء الفترة الانتقالية يجب أن يتم اولاً انجاز الدستور والتشريعات اللازمة للدولة المدنية بالتوافق، ثم يتم تداول السلطة لاحقا عبر الانتخابات التي يتم اجراؤها وفقا للدستور الجديد.وما الذي تأخذينه على التجربة المصرية بناء على فلسفتك هذه؟في مصر تم الذهاب للانتخابات وإلى الشرعية الانتخابية قبل انجاز الدستور والمؤسسات الديمقراطية الضرورية بطريقة توافقية، وهو الأمر الذي أحدث تصدعات في صفوف الثوار. ولذلك طالبت مرسي بكفالة الشراكة الوطنية في الحكم وحمّلته وحركة الاخوان مسؤولية الفشل والانقسام في الشارع المصري، وهو انقسام كان سيكون طبيعيا بعد الفترة الانتقالية،. وعندما تم تقويض الشرعية الانتخابية والثورية معا، وتمالانقلاب على الشراكة والمشاركة بكافة أنواعها كان من الطبيعي أن أرفض ما حدث، وأرفض الإطاحة بمكتسبات ثورة يناير وما حققتهمن هامش حقوق وحريات كانت مكفولة بشكل واسع أثناء حكم مرسي ولم يتبق منها شيء الآن.