عدن أولاً يارئيس

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


أشفق على الرئيس عبدربه منصور هادي كثيرا، لأنه يستمع لبعض (المراهقين) الذين يقودونه نحو المكان الخطأ على الدوام، وفي النهاية سيجد نفسه وحيدا (كما فعلوا في موقعة الهروب الكبير من صنعاء وعدن) وسيلتف حوله ثلة من الشرفاء فقط (غير المرضي عنهم) وما قصة (خروجه) من قصر المعاشيق ببعيد، ففي وقت (الهربة) تظهر معادن الرجال!.
وكانت تلك الشلة المراهقة هي السبب الكبير في نكبة هادي وانتكاساته المتعددة، فما يهمهم مصالحهم ولو على حساب ولي النعمة و (الأب)!.
وبنظرة أولية لقرارات وتعيينات وخطوات مابعد الحرب (في المحافظات المحررة) نجدها مهلهلة ومحبطة وبطيئة ولم تعالج الجرح النازف، بل تزيده إلتهابااا بذر الملح على الأجساد النازفة التواقة لبلسم شافي من تلك الأوجاع.
كان ينبغي على الرئيس هادي التحرر من تبعية (القرارات الجاهزة) والوصاية من الشلل ذات الشرائح المتعددة، وينتصر لضميره ويخاطب شعبه بلسانه لا بلسان غيره الذي يقول قبح الكلام، وفي المحصلة الأخيرة يعود ضررها على الرئيس ذاته وليس على من يقومون بمهامه في الخفاء!
يا رئيس.. نخاطبك بصدق وبضمير حي، لا نريد شيء من متاع الدنيا، فكل أحلامنا أن نرى الوطن يتجاوز نكباته ويستقيم على رجليه ولو بعكاز، فما نشاهده هو (إنبطاح) واستسلام لوطن يموت كل يوم.
كان على هادي التحرر من أفكار فريقه (الغبي) ورد الجميل أولا لعدن المحافظة التي أحتضنته وتحملت مراهقة وتطفلات من لا يفقهون في السياسة والحروب شيئا، سوى الهروب نحو قصور الرياض الفارهة، وترك المدينة وأهلها يغرقون في وحل حرب قذرة لا ناقة لهم ولا جمل.. بتقديم الإعتذار لها لما حل بها من دمار وخراب ودماء بريئة أريقت دون سبب، ومع الإعتذار قرارات جمهورية تعيد إعتبارها وذات قيمة معنوية ومادية، وليس قرارات ارتجالية تزيد الطين بلة.
كانت عدن تنتظر محافظ من الدرجة الأولى وليس (آخرتها جعفر)، فمكانتها وتاريخها وتضحياتها أكبر بكثير من وضع محافظ لا حول له ولا قوة، وكل ما يعمله زيارات وابتسامات تختتم بالمنع من الدخول لمبنى المحافظة، وحجزه واعتراضه غير مرة، ومعها ضاعت هيبته وهيبة الدولة ومجد (التحرير)!
عدن يا رئيس.. تحتاج لوقفات ومعالجات آنية قبل التفكير في القرارات الجمهورية لتمكين (النطيحة والمتردية) من كرسي المسؤولية، لابد من حلول جادة لأزمات الكهرباء والمياه، والهلال الأحمر الإماراتي فتح (حنفية) المال، لإصلاح ما أفسده الدهر في هذه المدينة المدنية الموسومة بالجنة، لابد من تفعيل مطار عدن وفتحه، والدعوة لفتح المكاتب الخدمية وتفعيل دور المؤسسات، وقبلها _وهو الأهم_ إستتباب الأمن، فليس من المعقول أن تبقى المدينة لأكثر من خمسة أشهر وهي دون وحدات عسكرية، ولم يفتح مركز شرطة واحد، والسماح للبلاطجة وقطاع الطرق من فرد عضلاتهم وتقديم أنفسهم كدولة صغيرة في محراب دولة كبيرة مختطفة وضائعة!
والإلتفات جديا لملف أسر الشهداء والجرحى، وليس من باب (الأقربون أولى بالمعروف)!.
عدن.. تريد فعل يوازي ما حل بها من موت وألم، وهي صرخة أخيرة مالم فأبشروا بثورة (العدانية)!!.