الموز لأمريكا .. اللوز لإسرائيل !!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

فتيان في ريق عمرهم ، يقتلون ويُقتلون ، يسقطون يوميا في قفار وجبال وصحار اليمن . قرابين مزهقة على قارعة زعيم جماعة يعاني من لوثة ذهنية سببها تاريخ مشوه ، وارث فقهي صاغه فقهاء سلطان مستبد ، وقبل التاريخ وفقه السلطان ، مجتمع غارق في جهله وفقره ، ومحتقر في كرامته الانسانية .

اسموها الصرخة ، فيما الحقيقة انها الصرعة . الصرعة ذاتها التي كلفت البشرية ثمنا باهضا مازالت المجتمعات المعاصرة تدفع فاتورته المكلفة من دمها وتعايشها وتجانسها ورخائها .

نعم صرخة تم استيرادها من  بلاد الملالي وموطن " الكساسرة " الى بلد متخم بالفقر والجهل والسلاح وحشيش الكيف " القات " والفساد .النتيجة بالطبع صرعة مجنونة مهلكة للحرث والنسل وفي بلد فقير يصنف معيشيا في ذيل قائمة عشر دول افريقية جائعة ، كما ويزاحم  اغنياء العالم في استحواذه للسلاح  وبواقع خمسين مليون قطعة سلاح مقسمة على 25 مليون انسان .

وفق منهج فرويد فإن العقد النفسية تتألف من رغبات مكبوتة وذكريات مؤلمة منسية وافكار ومشاعر متضاربة . المتأمل بصرخة السيد عبد الملك الحوثي لا يجد لها تفسيرا منطقيا غير ان صاحبها مصاب بعاهات نفسية متعددة كتلك التي اصابت نيرون وموسوليني وادولف هتلر والقذافي وبشار الاسد وصالح وحتى جورج بوش الابن الذي لم يسلم هو الاخر من هذا العضال النفسي الذي لازمه منذ مقتل شقيقته بحادثة سير في سني طفولته   .

وعودة لهتاف الصرخة  " الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل " ، فربما مثلت الصرخة اهزوجة ، مغرية ، جاذبة ، خادعة ، لشباب محبط  ، جاهل ، عاطل ، غاضب ، منكسر ، مقهور ؛ لكنها وحين تردد في بلاد تستبد بها آفات الدنيا مجتمعه  ، تصير هنا اضحوكة ، ودعابة سخيفة ، أو قولوا مأساة كبيرة تماثل لحد ما تراجيديا العصور السحيقة في الاساطير اليونانية القديمة .

اثناء تغطيتي الصحافية ل" الشرق الاوسط " حدث ان اصخيت سمعي مرات عدة لأصوات لاهجه لاعنه لأمريكا واسرائيل . واحدة من هذه المرات كنت فيها في جبهة العرشي ، غرب مدينة الضالع ، جنوبي البلاد ، وهذه الجبهة واقعة فوق هضبة جبلية موازية لتلة مطلة على قرية الحود أسمها " المظلوم " وبالطبع كانت المليشيات تصدح بالصرخة بعد كل طلقة دبابة او صاروخ طائرة أو معركة ضارية .

لا اخفيكم كم شعرت وقتها برغبة عارمة للنحيب ؟ فماذا تعني صرخة " الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على النصارى .. اللعنة على اليهود " لديار احالتها الحرب الشعواء الى اطلال يسكنها الخوف والرعب ؟ وهل هنالك ثمة عاقل يمكنه سماع الصرخة دونما ينتابه شعور بالحزن والقرف معا ؟ وماذا تعني صرخة من هذا القبيل وفي شعاب وقفار وجبال في جنوب اليمن وليس في جنوب لبنان او طهران او دمشق ؟.

فتيان يلهجون عقب كل دانة ساقطة على رؤوس الاطفال والنساء  .. على ابدانهم الهزيلة المنهكة .. على أدميتنا المنتهكة .. على حاضرنا الممزق المهترئ الذي لا يحتمل طعنة مدية غادرة كهذه الموقفة لما بقي فيه من خفق .. على مستقبلنا الذي لم يولد .. على ماضينا الذي يعيد تواريخه على شاكلة مأساة او مهزلة وفق تعبير ماركس  .

حقيقة لا اعلم ماهية الوصفة السحرية التي تجعل من اتباع الحوثي وكأنهم مجرد آلة تسجيل تردد صرخة الموت في شعاب وقفار الضالع ولحج وعدن وتعز وابين ؟. نعم كأنهم ببغاوات تعيد ما يُلقن لها وبشغف وفرحة فيما هي حبيسة اقفاصها الكئيبة الحائلة دون سباحتها في الفضاء الفسيح .

تساءلت وبحيرة وحسرة  : أين هي امريكا واين هي اسرائيل ، في جبال وسهول محافظات الجنوب ؟ أين هما الاثنان في مساكن وقرى ومدن اليمن المنكوب بهم وبحربهم العبثية ؟ .

ختاما .. حدثتكم عن صرخة هؤلاء الجهلة اتباع سيدي " حسين " نسبة الى الاب الروحي للجماعة ، حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في الحرب الاولى بين جيش الرئيس المخلوع وجماعته عام 2004م . كان بودي ان اخبركم عن تعاويذ زعيم الحوثية المهووس بصرخة يطلق عليها اليمنيين تهكما " الموز لأمريكا .. اللوز لإسرائيل " . سأترك الحديث عن مفاتيح الفردوس التي عثر عليها بحوزة اتباعه الى تناولة قادمة !!.