استقرار وأمن عدن أولوية قبل تحرير صنعاء

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

المستهدف في كل حوادث التفجيرات البائسة هو أمن عدن واستقرار عدن.. بدءاً من حادثة القصر الذي غادرت على إثره حكومة بحاح..مروراً بحادثة استشهاد المحافظ اللواء جعفر محمد سعد ..وكذلك الحادث الذي تعرض له موكب قائد المنطقة الرابعة اللواء أحمد سيف..ثم حادث موكب محافظ عدن عيدروس الزبيدي ومعه محافظ لحج د.ناصر الخبجي .. وأخيرا استهداف منزل مدير الأمن شلال شائع.. 
فالمعركة مع الحوثيين والمخلوع ما زالت مستمرة ولم تنتهِ بعد، ولجوئهم إلى هذا الأسلوب الإرهابي الغادر هو آخر ما تبقى لهم من وسائل قذرة لاستخدامها في عدن والجنوب بهدف ارباك الأمن واقلاق السكينة العامة وخلط الأوراق ، بعد أن يأسوا من بسط هيمنتهم بالقوة والغلبة، وهذا يدل على تهاويهم وانهياراتهم المتلاحقة بفعل الاجراءات الأمنية التي بدأت تطارد فلولهم في مخابئهم لتثبيت الأمن وتعزيز الانتصار. 
عدن هي فرس الرهان ، كما سبق لنا القول في مقال تحت هذا العنوان، في معركتنا مع جحافل العدوان، الذين جاءوا من جحور سنحان وكهوف مران..وندرك أنهم لا يرغبون لنا أن نهنأ بالانتصار أو ننعم بالأمن والأمان، وعلينا أن نخيِّب ظنونهم ونفشل محاولاتهم بيقظتنا وتكاتفنا مع مؤسسات الأمن والسلطة المحلية، فأمن عدن هو أمننا جميعاً. لقد أوجعتهم عدن مرتين..الأولى حين ردّتهم على أعقابهم خاسرين منهزمين.. وهي التي كانوا يعتبرونها لقمة سائغة ..لا تهش ولا تنش أمام آلتهم الجهنيمة.. فانبرى لهم أشبال عدن مسجلين أروع الملاحم البطولية في مقاومتهم الأسطورية التي أذهلت العالم، بدعم الأشقاء في دول التحالف العربي.. 
أما الضربة الموجعة الثانية فحين أصبحت عدن حرة بيد أبنائها، خاصة بعد أن تسلمت قيادات المقاومة دفة إدارتها بقرار حكيم من الرئيس هادي، وما تلى ذلك من إجراءات تعيد لعدن وجهها الحضاري. وتظل عدن التي تستعيد عافيتها تدريجياً وجعهم المؤلم الذي يقض مضاجعهم... وهم لذلك لا يريدون أن تكون آمنة ومستقرة، حتى لا تكون نموذجاً وقدوة لبقية المدن المحررة..لأن ذلك يجعلها عامل جذب يعجل بنهايتهم ويفقدهم سيطرتهم في تلك المناطق التي ما زالوا يحكمون قبضتهم عليها بقوة السلاح، وتعاني من سطوتهم وجبروتهم ومن الزج بهم وبأطفالهم إلى أتون هذه المعارك المهلكة... 
لذلك لا نستغرب أن يبعثون بخلاياهم النائمة التي احتفظوا بها لمثل هذا الظرف لتحقيق أحلامهم الواهمة من خلال هذه الأعمال الإرهابية الغادرة..لكي يظهروا لأنصارهم أن لا استقرار بدونهم، وأن عدن واقعة تحت رحمة (الدواعش) و(القاعدة) كما يسوقون في وسائل إعلامهم ويروجون بين صفوف أنصارهم..بل ويحاولون أن يزيفوا بذلك الرأي العام العالمي لكسب التعاطف معهم والالتفاف على القرار الأممي الذي يطوق أعناقهم، فيما يعرف القاصي والداني أن تلك المسميات هي من صنيعهم وتدار من قبلهم. إن معركة تثبيت واستقرار أمن عدن وتصفيتها من بؤر وخلايا الخطر بكل صنوفه وأشكاله وإعادتها إلى حياتها الطبيعية ، أهم من تحرير صنعاء، لاعتبارات كثيرة، أهمها أن عدن هي العاصمة السياسية البديلة للسلطة الشرعية وأي اختلال أمني فيها يعد تحدياً للسلطة الشرعية وللرئيس عبدربه منصور هادي ووزير داخليته.. وتحدياً أيضاً لقدرة المقاومة في إدارة عدن وبقية المحافظات المحررة.. وتحدياً كذلك لقدرة دول التحالف العربي على تمكين حلفائه في عدن لتقديم النموذج الأفضل لما ينبغي أن تكون عليه المناطق المحررة، ولهذا فلا يمكن أن يُترك الحبل على الغارب لتلك الخلايا والجماعات الإرهابية لتعبث بأمن عدن دون تحرك سريع يكسر شوكتها، وبأساليب واجراءات رادعة ترتقي إلى مستوى الخطر الذي تمثله قبل استفحاله واستمراره. نعرف أن الاجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذت خلال الفترة الماضية وأعطت ثمارها الأولية المبشرة هي ما أوجعتهم وأصابتهم بالذعر، فدفعتهم لردة الفعل من خلال هذه الأعمال الإرهابية، التي تتزامن أيضا مع الاغتيالات لكوادر القضاء والأمن وغيرهم، وآخرها اغتيال القاضي عبدالهادي المفلحي أمام بيته في المنصورة. 
لا بد من اجراءات بحجم هذا التحدي من خلال خطوات أكثر حسماً وحزما.. وهي مسئولية وطنية عظيمة يتوقف عليها الحفاظ على النصر وتعزيزه ..وهذه هي المهمة الملحة والرئيسية أمام الرئيس هادي والسلطة المحلية في عدن وقوات التحالف، ولن يجدوا من أبطال المقاومة ممن يتم استيعابهم وتأهيلهم في المعسكرات وكذا من المواطنين في عدن إلا التجاوب والتعاون مع أية إجراءات تتخذ، بما فيها اعلان حالة الطوارئ وتفتيش المنازل المشتبه فيها ومنع حيازة السلاح وإطلاق النار ومنع دراجات الموت المفخخ (الدراجات النارية) والسيارات التي لا تحمل أرقام، وتفعيل مراكز الشرطة والدوريات الأمنية واستدعاء الكوادر التي أقصيت في عهد المخلوع لما تمتلكه من خبرات أمنية وغير ذلك من التدابير التي لا يجهلها المعنيون للحفاظ على أمن عدن، وترسيخ النصر الذي عمدته تضحيات المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى وتهيئة الأجواء الآمنة لإعادة إعمار ما دمره الغزاة.