تصاعدت حدة المعارك بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية على نحو لافت في كافة جبهات القتال خلال الساعات الأخيرة، في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى دفع الأطراف المتحاربة للانخراط بجولة ثانية من مشاورات الكويت، كان مقررا استئنافها اليوم الجمعة.
وخلفت المواجهات الدامية بين الطرفين في محيط العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات تعز ولحج ومأرب، وحجة خلال الساعات الأخيرة أكثر من 100 قتيل على الأقل وعشرات الجرحى من الجانبين، حسب مصادر متطابقة من الجانبين.
وأفادت مصادر ميدانية موالية للحكومة بسقوط 60 قتيلا في صفوف الحوثيين والقوت الموالية للرئيس السابق خلال معارك اليومين الماضيين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة، حيث تحدثت المصادر ذاتها عن تمكن القوات الحكومية وحلفائها من إحراز تقدم مهم باستعادة جبل حلبان الاستراتيجي المطل على مطار صنعاء الدولي.
من جانبه قال إعلام الرئيس السابق إن 70 قتيلا وجريحا على الأقل سقطوا في تلك المواجهات خلال 48 الساعة الماضية، لكنه نفى تقدم حلفاء الحكومة في هذه الجبهة، مؤكدا سيطرة الحوثيين وحلفائهم على جبل الذهب الاستراتيجي الذي أعلنت القوات الحكومية استعادته في وقت سابق أمس الخميس 14 تموز- يوليو2016.
وذكرت تلك المصادر أن الطيران الحربي التابع لقوات التحالف شن اكثر من 37 غارة جوية لمساندة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في هذه الجبهة منذ الأربعاء الماضي.
وفي تعز جنوبي غرب البلاد، قال الحوثيون إن مستشفيات المدينة استقبلت 30 قتيلا وجريحا من القوات الحكومية الذين سقطوا بمواجهات عنيفة في إحياء ثعبات وحسنات والجحملية، في حين تحدث حلفاء الحكومة عن مقتل 5 مسلحين حوثيين وإصابة 13 آخرين ، فضلا عن مقتل مدني وإصابة 9 آخرين بينهم 5 عناصر من القوات الحكومية في هذه الموجهات.
ودارت أعنف المعارك بين الطرفين في منطقة المضاربة الممتدة إلى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر، حيث قال متحدث رسمي باسم اللجان الشعبية المعروفة بالمقاومة في هذه الجبهة لمونت كارلو الدولية إن 10 عناصر من حلفاء الحكومة قتلوا وأصيب 27 آخرين بمواجهات دامية مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق أمس الخميس.
وأكد المصدر أن الطيران الحربي شن اكثر من ثلاثين غارة جوية خلال أقل من 12 ساعة لاحتواء تقدم الحوثيين في هذه الجبهة الحساسة.
وشهدت الجبهة الحدودية بين اليمن والسعودية مواجهات عنيفة وتبادل للقصف المدفعي والصاروخي في مديرية حرض شمالي غرب محافظة حجة، فيما تدخلت مقاتلات التحالف بشن سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وآليات للحوثيين في منطقة الملاحيط التابعة إداريا لمحافظة صعدة، حسب ما أفادت مصادر محلية لمونت كارلو الدولية.
يأتي هذا التصعيد الميداني في وقت كان من المقرر ان تستأنف فيه اليوم الجمعة محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم في الكويت، للبحث في صيغة اتفاق لانهاء الصراع الدامي في البلاد وفقا لخارطة طريق اممية تتضمن انسحاب المليشيات من المدن وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان وفد الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي، غادر صنعاء في وقت سابق امس الخميس، رفقة مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد للمشاركة في الجولة الثانية من المشاورات، فيما لاتزال الحكومة اليمنية متحفظة على الحضور ، احتجاجا على خارطة اممية تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون.
قال مسؤول رئاسي يمني، ان وفد الحكومة المشارك في مفاوضات السلام لن يكون في الكويت اليوم الجمعه.
واكد نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية عضو الوفد الحكومي المفاوض، ان وفد حكومته لن يذهب الى الكويت، قبل "تهيئة ظروف انجاح المشاورات وفقا لضوابط وضمانات واضحة".
وكان وفد الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي، غادر صنعاء في وقت سابق أمس الخميس، رفقة مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد للمشاركة في الجولة الثانية من مشاورات الكويت التي ستبحث في صيغة اتفاق لإنهاء الصراع الدامي في البلاد.
في سياق آخر نجا محافظ عدن عيدروس الزبيدي من محاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه صباح اليوم الجمعة، بينما كان في طريقه إلى ميناء البريقة غربي المدينة الساحلية الجنوبية على البحر العربي.
وقالت مصادر محلية إن مجهولين فجروا سيارة مفخخة لحظة مرور موكب المحافظ الزبيدي في منطقة إنماء غربي مدينة عدن،غير أنه لم يتعرض لأذى، كما لم تتحدث المصادر عن سقوط ضحايا.
وهذه هي المرة الرابعة التي ينجو فيها محافظ عدن عيدروس الزبيدي، من محاولة اغتيال منذ جاء الى المنصب، خلفا للمحافظ جعفر سعد، الذي اغتاله مسلحون بتفجير سيارة مفخخة، تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، في السادس من ديسمبر الماضي.
ومنذ استعادة مدينة عدن من الحوثيين وقوات الرئيس السابق، بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية منتصف يوليو الماضي، شهدت المدينة الساحلية الجنوبية التي أعلنتها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، سلسلة من الاغتيالات والهجمات بسيارات مفخخة، كانت أكثرها دموية تلك التي ضربت مقرات لرئيس الحكومة السابق خالد بحاح، وقوات التحالف، وحواجز أمنية بالقرب، وفي محيط قصر معاشيق الرئاسي.