حالة صادمة تعيشها الأمة، ونشاهدها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي من جهل مدقع ونفاق كارثي “مسح جوخ”، مما يشير إلى انتشار الأمراض النفسية في المجتمعات العربية التي أصبحت تتصدر مشهد النفاق العالمي، وأصبحت مواقع التواصل المركز الرئيسي للإشاعات والنميمة وتزوير الحقائق، ويصبح الوضع أسوء حين يتصدر المشهد الاجتماعي والسياسي والرياضي والإعلامي أشخاص لا يعرفون الحقائق ولا يبحثون عنها، كون هؤلاء الأشخاص يعتبرون أنفسهم رواد في مجتمعاتهم، وأوصلهم خيالهم إلى أنهم محور الكون، دون ان يدركوا أنهم واهمون وأنهم خارج اهتمام المجتمعات.
قبل أسابيع تحدثت وشخصيات أخرى عن قضية معينة، والأخطار التي قد تطال المجتمع بسبب العبث بها، وتناقل البعض ما قلناه بصورة مغايرة، وهنا بدأ الهجوم من كل حدب وصوب، ثم جاء التعليق من اعلامي في الجزيرة الهلامية السرابية الكاذبة ليقوم بشتم المتحدثين جميعاً معتبراً نفسه صاحب الأفق والفكر، هذا الشخص ولا أستطيع ان أقول إنسان، كون الإنسانية لغة التقصي والمعرفة وتقبل الآخر والحوار على أساس حرية الفكر، أقول هذا الإنسان اعتبر نفسه حكماً مع العلم انه لا يصلح وشتم الجميع دون أن يُشاهد الحقيقة التي عرف كنهها الكثيرون غيره فارتقوا عليا فيما هبط هو للدرك الأسفل.
وهنا تذكرت الماضي البعيد حين كنت لاعباً في نادي الطالبية وكان مدربنا الكابتن محمد علي شما، الإنسان المهذب المجتهد والذي كان يمنع أي لاعب عن تجاوز حدود الأدب والأخلاق مع أي منافس، وقد احتاج المدرب الخلوق إلى وقت ليعيد غسل فكر اللاعبين واستعادة الخلق القويم لابناء النادي، حتى نجح في تخليصهم من تركة اصحاب الخلق الرديء من المدربين السابقين ، ولا زلت اتذكر الاسماء الكبيرة التي وقفت ضد الخلق السيء ومنهم عوني العزة وماجد المشارفة وموسى خلف، لينجو المادي من الأمراض الفكرية عند البعض.
المصيبة ان وسائل التواصل فتحت آفاقاً كبيرة أمام النوعية الرديئة المتسلقة بغباء لأجل الظهور في المجتمعات، ولا يعنيهم ان كان كلامهم سُماً زُعافاً يهدد سلامة المجتمع كونه يقسم المجتمع إلى فئات مختلفه ، والمصيبة الأكبر ان هؤلاء يعتقدون أنهم على صواب ويقف معهم البعض لنجد ان حالتهم المرضية تحولت إلى وباء مما يستدعي تدخل الجهات المختصة لتوفير المطاعيم اللازمة لمكافحة المرض قبل انتشاره واستئصال مصدر المرض لتوفير حياة كريمة سليمة وصحية للمجتمعات العربية.