قبيل مقتله، تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورة ليلية يظهر فيها الرئيس اليمني الراحل مع مرافقيه، استباقا لأية “إشاعات” قد يطلقها الحوثيون عنه في ذلك الوقت العصيب.
ظهر صالح في تلك الصورة بمظهر يوحي بالقلق، هيئته في الصورة توحي بأن الخطر أصبح أقرب إليه من حبل الوريد، وهذا ما أكدته الأحداث بعد ساعات.
كان صالح ومرافقوه، على ما يبدو، بنشر تلك الصورة، يحتاطون وربما يمهدون الطريق أمام صالح للخروج من صنعاء بعد أن اصبح الوضع الميداني في العاصمة في غير صالحه.
لعل صالح كان يخطط حينها كعادته، لنقلة جديدة، ومعركة أخرى، إلا أن تلك الصورة بقيت علامة فارقة بين الحياة والموت، فكما ظهر ليهدئ روع أنصاره ويشد من أزرهم، ويتحدى خصومه القدماء الجدد، ظهر وقد خرّ صريعا مضرجا بدمائه في آخر معركة ما إن بدأت حتى كان في عداد ضحاياها.
لم تنجح تلك الصورة في إبعاد الخطر عنه، لم تتمكن من تشتيت انتباه خصومه الذين ضاقوا ذرعا به ولم يعد بمقدورهم احتماله، ربما لأنه رقم صعب بالفطرة.
نجح الحوثيون في القضاء على صالح لأنهم أرادوا أن تكون تلك المعركة الأخيرة معه، ولم يطيقوا أن يفلت كعادته ليظهر مجددا هازئا من خصومه، ولهذا السبب لاحقوه بلا هوادة حتى وصلوا إليه، وتبعا لذلك بقيت تلك الصورة، آخر لحظة له واقفا.