تحقيق..الحوثيون يقطعون الانترنت على الشرعية

Friday 17 January 2020 8:59 am
تحقيق..الحوثيون يقطعون الانترنت على الشرعية
----------
- تحقيق: سامح عبدالوهاب
عجزت عن نقل المقر الرئيس للاتصالات الى عدن
تسبب انقطاع خدمة الانترنت عن اليمن، بتعطيل مظاهر الحياة العامة، عقب خروج 80% من خدمة الشبكة الرئيسية (تيليمن) عن الخدمة، جراء خلل في الكابل البحري، كما اعلنت الشركة، رغم تأكيد خبراء ان سبب الانقطاع هو تركيب مليشيا الحوثي منظومة رقابة على الانترنت.
وادى الانقطاع غير المسبوق إلى إحداث حالة من الشلل في أعمال مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الخاصة إضافة إلى تضرر شريحة واسعة من المواطنين خاصة المستفيدين من الإنترنت (بشكل مباشر).
تحقيق: سامح عبدالوهاب
وأكد خبراء اتصالات لعدن تايم: إن هناك حلول أكثر ايجابية ستجعل عدن المتحكم الرئيسي في مناطق الجنوبية في حال تم استغلال تلك الخدمات الممكنة بحكم موقعها على البحر القوة المسيطرة على هذه الخدمة والمتحكم الرئيسي بها خدمه الكابل البحري "الفيبر اوبتك" المرتبط عالميا والممتد في البحر.
صنعاء المتحكم
وطوال الخمس سنوات الماضية عجزت الشرعية عن نزع سلطة مليشيا الحوثي في صنعاء المركزية على الاتصالات والانترنت، رغم انشاء شركة انترنت" عدن نت" محدودة الانتشار في عدن.
ويضيف الخبراء الذين رفضوا نشر أسمائهم كون مرتباتهم مازالت تصرف من صنعاء: ان تأسيس المركز الرئيس للاتصالات والانترنت في سعوان بصنعاء، من قبل النظام السابق غير مجدي اقتصاديا، لكن لغاية في نفس يعقوب ، قد تكون سياسيه او عدم تمكين الاخرين من ابسط حقوقهم التي منحتهم اياها جغرافية الموقع الاستراتيجي".
وادخل في تسعينيات القرن الماضي ب كابل ألياف ضوئيه " فيبر اوبتك " ( والذي يمتاز بسرعة فائقة وسعه كبيره تتجاوز عشرات أضعاف سرعه النت الفضائي) ونظرا للإفراط في المركزية وقطع الطريق أمام أبناء عدن والمناطق الجنوبية من تمتعهم بمركزهم وامكانيات مواردهم الجيوسياسية، ليتم الاكتفاء كما يفيد مختصون في شبكات الاتصالات اليمنية بوصلة الميكرويف عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركات الاتصالات اليمنية تيليمن شركه البرق واللاسلكي سابقا.
تعطيل حياة المواطنين
وفي جولة صحفية ميدانية شاملة قامت بها صحيفة "عدن تايم" في العاصمة المؤقتة عدن شملت قطاعات مختلفة تضررت بفعل انقطاع الانترنت كما ألتقت بمواطنين متضررين عجزوا عن استلام حوالاتهم المالية نتيجة عجز مؤسسات الصرافة تسليمهم حوالات نقدية.
البداية كانت مع المواطن "وليد محمد" والذي التقيناه أمام أحد محلات الصرافة والتحويلات في مدينة الشيخ عثمان، يقول: عانيت واصدقائي كثيرا اثناء عملية استلام حوالاتنا المالية وكذا اثناء ارسالها عند معظم شركات الصرافة نظرا لانقطاع شبكة الانترنت التي كانت سبباً ونتيجة في تعثر عملية الاستلام والارسال.
تكلفة مالية مضاعفة
وأكد "محمد" كنت قد عزمت أرسال مصروف لأسرتي في صنعاء غير ان استمرار انقطاع الانترنت كان قد ضاعف من معاناتي لمدة ثلاث ايام حتى تمت عملية الارسال ولكن بعد مشقة وتكلفة مالية .
ويواصل محمد " في الوقت الذي كنت اعمل على ارسال حوالتي إلى صنعاء كنت قد هاتفت اسرتي بخصوص صعوبة عملية الإرسال وابلغتني اسرتي بشكل مفاجأ ان أحد اولادي اصيب بالالتهابات والحمى شعرت حينها بضغط نفسي ولم أجد حل سوى التوجه إلى شركة حوالات أخرى ولكني تفاجأت بنفس المشكلة اندفعت مرة أخرى للبحث عن شركة صرافة وتحويلات وطفت حينها بثلاث شركات غير انني واجهة نفس المشكلة لديهم، لم يبقى أمامي من حل سواء الاتصال بأحد اصدقائي في صنعاء وأخبرته بما جرى معي ولحسن الحظ تفهم لي وقام بمنح أسرتي مبلغ معين لإسعاف الطفل.
مبتعثون بانتظار رواتبهم
وعن محلات الصرافة والتحويلات شكل انقطاع الانترنت عجزا كبيرا في عملية سحب الحوالات و ارسالها وبالرغم من اعتماد غالبية محلات الصرافة لأنترنت بديل عن الشبكة الرئيسية (تيليمن) إلا ان هذه البدائل لم تكن مجدية إلى الحد الكافي لتسيير عملية الإرسال والاستلام وذلك نتيجة لوجود بعض العجز في الانترنت البديل إضافة إلى ان عملية الضغط على خطوط الانترنت البديلة والاعتماد عليها ساهم من تدني قدرتها الأمر الذي أدى إلى عجز شركات التحويل عن تلبية خدمات عملاءها والمواطنين المستفيدين من خدمات الإرسال والاستلام
ويقول "فهمي عبدالجليل" امين صندوق ومسؤول بيع وشراء العملات لإحدى شركات الصرافة والتحويل "اضطررنا لتحويل عدد من المواطنين للتوجه نحو بعض الشركات الصرافة والتحويلات التي تمتلك خطوط انترنت بديلة ك(عدن نت) وذلك لتمكنهم من استلام حوالاتهم أو ارسالها، وبالرغم من امتلاك تلك الشركات لبعض البدائل الا انها عجزت هي الأخرى عن تقديم خدماتها.
والمرضى أيضا
وأكد "عبدالجليل" لمسنا معاناة حقيقة للمواطنين خاصة ممن لديهم ابناء واقارب يدرسون خارج البلد او مرضى يتلقون العلاج في مستشفيات الخارج.
وقدر "عبدالجليل" ان نحو 30 مواطن على الأقل كانت لديهم نفس المعاناة ونفس غرض التحويل ابتداء من مساء الخميس 9 يناير حيث بدأ انقطاع الانترنت إلى ظهيرة الأحد ونحن نشهد اقبال للمواطنين غير اننا عجزنا عن تلبية خدماتهم.
ويواصل "عبدالجليل" وفيما يتعلق بالمواطنين المستفيدين من خدمات استلام الحوالات في الداخل هم ايضا كانوا عرضة للمعاناة وبالذات المواطنين الذين هم من الطبقات المتوسطة والفقيرة شعرنا بمعاناتهم ولم نستطيع خدمتهم سوى اننا وجهناهم بالذهاب إلى بعض الشركات التي لديها خدمات انترنت نسبية.
واضاف "عبدالجليل" اما عن العملاء الذين لديهم حسابات في شركتنا تمكنا من عملية الايداع والصرف لهم بسبب اننا نمتلك خط ميت يعمل على نظام الشركة ذاته.
عجز مؤسسات اعلامية عن العمل
يقول الإعلامي دليل يوسف والذي يعمل لدى شركة يمن ديجتل ميديا "لا شك ان انقطاع النت عن اليمن خلال هذه الفترة شكل عائق أمام الجميع سواء المؤسسات الاعلامية أو المؤسسات التي تعتمد بشكل رئيسي على خدمات الانترنت ، وعلى الرغم من أن هناك بعض المؤسسات الاعلامية الكبيرة تمتلك أجهزة نت فضائية تقدر بنسبه 1% من مستخدميها، إلا انها بمثابه بدائل وحلول انيه ك اشتراكها بباقات النت الفضائية، مما جعلها تفي ببعض الالتزامات ك إرسال التقارير ومتابعة أعمالها والتواصل مع العملاء في الخارج، ومع هذا تضررت بعض الشيء نتيجة انقطاع الانترنت ومتابعة العملاء وتزويدهم بما يلزم من قبلها.
وأكد "يوسف" نحن شركه اعلاميه خسرنا قرابة خمسه أعمال اعلاميه تقدر بنحو 2000$ على الأقل وبالرغم من توفر باقة النت الفضائي إلا اننا لم نتمكن من تغطيه كل التزاماتنا لعملائنا في الوكالات الدولية.
خط مستقل لعدن
وبالنظر إلى أهمية الانترنت كعصب حياة وشريان تواصل واتصال يشدد "يوسف" على أهمية ان يكون للعاصمة عدن خط انترنت مستقل ويعمل بكفاءة عالية لخدمة المواطنين.
ويضيف "يوسف" وفي خضم الصراع الحالي في البلد بين الانقلابيين الحوثيين والحكومة الشرعية، فإن مثل هذه الموارد استغلت بشكل أساسي كورقة فعاله اقتصاديا واستخباراتيا من قبل جماعة الحوثي، بمنحهم أرباح ماليه طائله ونافذه معلوماتية (استخباراتيا) مما مكنهم من إطالة الصراع والصلف في حق الشعب من خلال التتبع والرصد.
ويختتم قائلا: هذه الخدمة غير مجديه بالنسبة للشركات الكبيرة أو الصغيرة أو المشروعات بسيطة الدخل ، نتيجة ارتفاع أسعار الباقات والاشتراك بها التي تتم بالعملة الصعبة (الدولار) وتسدديها خارج البلد.