إستمعت اليوم إلى حديث الأخ محافظ مارب الصديق سلطان العرادة الذي جمعتني به رفقة قديمة منذ أيام مجلس نواب ما بعد الوحدة ، وكم هي السعادة التي شعرت بها وهو يتحدث بتلك الروح عن الأوضاع في مارب كقائد يتحرك في ظروف معقدة ، ويقدم الدليل على أن القيادة الناجحة هي التي تربط بجدارة بين الرؤيا الاستراتيجية وحاجة اللحظة المعاشة إلى التصرف في ضوء تطورات الأحداث .
عرفت الاخ سلطان شاباً يشع حيوية بسلوك مأربي أصيل ، وكان عضواً في مجلس النواب ، ولذلك كنت لا أتردد من موقعي كرئيس لمجلس النواب يومذاك أن أناقشه كأخ أكبر لتصحيح بعض ما علق بوعيه من إشكالات العلاقة السياسية مع الجنوب . وكان نقاشنا يمتد لساعات يشارك فيه عضو مجلس النواب المرحوم علي ناصر طريق رحمه الله بما توفر له من رجاحة عقل وحكمة .
يجيد إدارة الخلاف بقواعد تنم عن مدارك معرفية وصفات أخلاقية لا تنحو إلى القطيعة وهي أهم ما يمكن أن تتوفر للقائد . وهذا ما جعلني أشعر أن الموقف الذي ظهر به يوم أمس كان قد تأسس مبكراً وفي ظروف كنت شاهدا على جانب منها .