محملاً بآمال وتطلعات جماهيره المتشوقة دائماً للانتصارات والبطولات يشارك فريق الأهلي المصري للمرة السادسة في كأس العالم للأندية والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة للمرة الثانية على التوالي.
وكانت الدوحة استضافت النسخة السادسة عشرة عام 2019 والتي توج بلقبها فريق ليفربول الإنكليزي وحصل نجم الفريق وهدافه "الملك المصري" محمد صلاح على لقب أفضل لاعب في البطولة.
وتأتي مشاركة الأهلي في البطولة لتكلل موسماً ناجحاً جداً، نجح خلاله في الفوز بلقب الدوري المصري مع مدربه السابق السويسري رينيه فايلر ثم حصد لقبي دوري أبطال إفريقيا بالتغلب على غريمه الأزلي الزمالك بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية قبل أن يتوج بلقب كأس مصر بالفوز على طلائع الجيش بركلات الترجيح، علماً بأن لقبي الدوري ودوري الأبطال حققهما الفريق تحت إدارة مدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني الذي حل بديلاً لفايلر.
محاولة تكرار إنجاز 2006
ويمتلك الأهلي خبرات هائلة جراء مشاركته المتكررة في مونديال الأندية إذ تعود أولى مشاركاته إلى نسخة عام 2005 عندما ودع مبكراً من ربع النهائي بالخسارة من الاتحاد السعودي بهدف نظيف قبل أن يخسر من سيدني الأسترالي في مباراة تحديد المركز الخامس.
وعاد العملاق القاهري وانتفض بشدة في النسخة التي تليها عام 2006 عندما حصل على المركز الثالث في بطولة شهدت تألق أسطورته وأيقونة الكرة المصرية محمد أبو تريكة عندما توج بلقب الهداف بإحرازه ثلاثة أهداف بواقع هدف في أوكلاند سيتي النيوزلندي في ربع النهائي ثم هدفين في أميركا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث.
وتفاوتت مراكز الأهلي في البطولة عقب ذلك وكان أفضلها حصوله على المركز الرابع في نسخة عام 2012 بخسارته من مونتيري المكسيكي (2-0) في مباراة تحديد المركز الثالث.
وبشكل عام فقد شارك الأهلي في 5 بطولات سابقة وخاض 12 مباراة فاز في 3 وخسر 9 وسجل لاعبوه 11 هدفاً ودخل مرماهم 22، ويعد مدرب الفريق موسيماني هو الوحيد من بين مدربي الأندية الستة المشاركة الذي خاض غمار البطولة من قبل وذلك عندما قاد ماميولدي صن داونز الجنوب إفريقي في نسخة عام 2016 ووقتها حل الفريق سادساً.
ومن بين كل المشاركات الخمس السابقة تعد المشاركة الحالية ذات زخم وطابع خاص للفريق المصري نظراً للدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به منذ وصوله إلى العاصمة القطرية قبل انطلاق مباراته مع الدحيل القطري في الدور الثاني من البطولة يوم الخميس الرابع من شباط/فبراير، حيث استقبلته جماهير رابطة مشجعي الفريق بشكل مميز ولافت جداً.
مواجهة الدحيل
وأوقعت القرعة الأهلي في مواجهة الدحيل القطري أحد الفرق القوية والمعروفة حالياً على صعيد قارة آسيا فالفريق يدخل البطولة بوصفه ممثلاً للدولة المستضيفة، وهو يحظى باحترام كبير من قبل لاعبي الأهلي وجهازه الفني بسبب قوته وسطوته على الكرة المحلية مؤخراً فعلى الرغم من حداثة تأسيسه عام 2009 إلا أن الفريق أحرز لقب دوري نجوم قطر 7 مرات مواسم (2010–11, 2011–12, 2013–14, 2014–15, 2016–17, 2017–18, 2019–20).
كما أن تشكيلته تعج بلاعبي المنتخب القطري المتوج بلقب كأس الأمم الآسيوية عام 2019 وفي مقدمتهم هداف البطولة المعز علي إضافة إلى أسماء بارزة جداً في صفوف العنابي مثل بسام الراوي وكريم بوضياف وعاصم مادبو وجميعها أسماء شاركت في تسطير الإنجاز التاريخي.
وبجانب هذه الأسماء تبرز كتيبة من محترفي الدحيل أبرزهم الكيني مايكل أولونغا مهاجم الفريق ولاعب كاشيوا ريسول الياباني سابقاً، وأحد أبرز المهاجمين في قارة إفريقيا حاليا وكان قد توج هدافاً للدوري الياباني عام 2020 برصيد 28 هدفاً علماً بأنه يعد ماكينة أهداف إذ أنه أحرز مع كاشيوا 55 هدفاً في 66 مباراة.
كما يعتمد الفرنسي صبري لاموشي مدرب الفريق كثيراً حالياً على البرازيلي دودو لاعب الوسط المهاجم في صفوف الفريق والبالغ من العمر 29 عاماً، الذي أعير إلى الدحيل قادماً من بالميراس البرازيلي وهو حالياً سجل 3 أهداف في 7 مباريات مع الدحيل كما كان من أعمدة بالميراس بطل كوبا ليبرتادوريس وآخر الفرق التي ضمنت مشاركتها في كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020™.
وشارك دودو مع بالميراس في 154 مباراة وأحرز 41 هدفاً.
طموحات الأهلي
ويدخل الأهلي البطولة بطموحات كبيرة في تقديم مستوى وعروض تليق باسمه وجماهيريته وإنجازاته كصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا البالغ تسع ألقاب، ويصب موسيماني تركيزه على مواجهة الدحيل التي يعتبرها عنق الزجاجة ومفتاح التألق في البطولة.
ولكن السؤال البارز الذي يطرح نفسه بقوة هو .. هل الأهلي جاهز على الصعيد الفني والبدني للذهاب بعيداً في مونديال الأندية؟.
الواقع يقول إن هناك المزيد من المخاوف بعد ظهور الفريق بشكل غير مستقر فنياً في مبارياته الأخيرة في الدوري المصري حيث حقق الفريق 21 نقطة من 9 مباريات خاضها في الموسم الحالي من البطولة بفوزه في 6 مباريات وتعادله سلبياً في ثلاث مع كل من وادي دجلة والبنك الأهلي وبيراميدز.
وعانى الأهلي في هذه المباريات من عدم ثبات التشكيل ولعل أبرز اللقطات التي انتقد عليها موسيماني كثيراً كانت عندما عمد إلى إجلاس مهاجم الفريق الشاب محمد شريف على مقاعد البدلاء على الرغم من تألقه في بداية الموسم وتسجيله حتى الآن 4 أهداف، إذ اعتمد موسيماني بشكل أساسي على المهاجم المحترف من الكونغو الديمقراطية والتر بواليا بمجرد التعاقد معه.
وعانى الفريق من تراجع مستوى عدد من أعمدته الأساسية مؤخراً لعل أبرزهم الجناح حسين الشحات إضافة إلى قلب الفريق النابض المالي أليو ديانغ، إلا أن الآمال معقودة على أن يستعيد الجميع مستواهم الفني وتركيزهم مع الدخول في أجواء البطولة واقتراب مواجهة الدحيل.
المشكلة الحقيقية التي تواجه الأهلي حالياً هي الإصابات المتكررة في الجانب الأيمن إذ تحوم الشكوك حول مشاركة الظهير الأيمن محمد هاني بسبب إصابته بشد عضلي كما أن وليد سليمان نجم الفريق ولاعبه المخضرم قد خرج من القائمة المشاركة في البطولة بسبب الإصابة، التي أبعدت لفترات طويلة أيضاً مهاجم الفريق، النيجيري جونيور أجايي علماً بأن الشحات نفسه والذي تألق بشدة مع العين الإماراتي الذي حل وصيفاً خلف ريال مدريد في نسخة عام 2018، يعاني من شد في العضلة الخلفية وغاب عن أولى تدريبات الفريق في قطر.
وبشكل عام فإن كل المعطيات تؤكد أن مباراة الأهلي والدحيل والتي ستقام مساء الخميس القادم على استاد المدينة التعليمية المونديالي، ستكون مواجهة كبرى خارج إطار التوقعات، تعد بالكثير من الحماس والندية خاصة للجماهير المتشوقة لمشاهدة عملاق إفريقيا وهو يخوض غمار مونديال الأندية في الدوحة عاصمة الرياضة العالمية.
