شيء مثير للعجب قدرة بعض الأطفال قدرة على الزن والتطلّب المتواصل، حتى يحصلوا على ما يريدون، بشكل يثير التساؤل: "من أين له هذه الطاقة، وممّن ورث هذه الطريقة في الزنّ والتطلّب"؟ قد يصل بعضهم إلى تكرار ما يريد، بترديد جملة على طريقة الروبوت، هو أسلوب يثير غضب الآباء والأمهات، فيضطرون للاستجابة لطلبه، وهذا يجعله أكثر تطلّباً، أو إلى إخضاعه لعقاب قد يكون قاسياً ومؤلماً يؤثر سلباً على نفسيته لاحقاً، خصوصاً إذا تكرر. فما أسباب هذا السلوك من الطفل؟ وما هي أشكاله؟ وكيف تتعاملين معه؟
هل تعرفين لماذا يلح الطفل على طلباته؟
هو لا يشعر بالأمان، ربما بسبب سفر والده المتكرر، أو غيابك عنه، فهو لا يحصل على الحنان، الذي يريده كل طفل، أو ربما المسألة أكبر من ذلك، فهو يتعرّض للتنمر. وإن لم يكن واحداً من تلك الأسباب، فهو التدليل الزائد، الذي يؤدي إلى العناد.
تصرفات مزعجة يظهرها:
1 – يصبح عدوانياً، أو يرتمي على الأرض أو يؤذي نفسه. وبعض الأطفال قد يضربون الشخص الذي قبالتهم، حتى لو كانت الأم، وهنا تكمن الخطورة.
2 – يشتكي كثيراً، ويحاول استدرار شفقة الآخرين. ويلحّ للحصول على ما يوجد أمامه، بعينه.
3 - يتمادى في الإلحاح أمام الآخرين على وجه الخصوص. وهو يتقصد ذلك لزيادة إحراج الأم.
كيف تتعاملين مع الطفل المتطلّب؟
أسلوب التعامل يختلف من طفل إلى آخر حسب شخصيته وحسب الدافع وراء قيامه بهذا السلوك. وهذه بعض الاقتراحات لحل المشكلة:
1 - حاولي لفت انتباهه إلى شيء آخر
فإذا كان صغيراً، وتعلّق بقطعة قد تؤذيه، هو في هذه السنّ يقبل البدائل، مثل إعطاءه لعبة، أو أخذه إلى المطبخ، وتقديم وجبة خاصة، وإعدادها أمامه.
2 – حاولي أن تلزميه بالقوانين العامة
لا تتهاوني في تحديد ساعات في اليوم للعب على الكمبيوتر أو أيام لشراء الحلوى. أو مواعيد النوم، فالطفل المتمرد على القواعد بشكل عام، يعتقد أن من حقّه أن يتحداك بطلباتك، ولا تستغربي، هو يختبر قوتك، وصبرك، ومدة صمودك.
3 – أفهميه أنه سيُعاقب إذا بكى أو ألح للحصول على شيء
أي إذا طلب أشياء في غير موعدها، وعليك الاتفاق مع الآخرين من حولك، ألا يتعاطفوا معه وينفذوا رغباته، كما تفعل الكثير من الجدّات، فهي بهذا تهدم كل خططك في تربيته.
4 – استثمري طاقته في أشياء مفيدة
إذا لاحظت أنه يطلب أشياء بذكاء، ركزي على طلباته، مثلاً إذا أصر أن يلعب بأواني المطبخ، اشتري له مطبخاً خاصّاً صغيراً، ودعيه ينغمس في مخيلته ومحاكاته، وإذا مثلاً أراد أن يلعب بجهاز الضغط المنزلي، اشتري له أدوات الطبيب، ودعيه يمارس هوايته، أنت بذلك تنمين هوايته وتوظفين طاقاته. والفتيات تحديداً قد يظهرن اهتماماً بأشياء تكون هدفهنّ في المستقبل.
5 – تجنبي الضرب والتهديدات المؤذية
العنف لن يحل المشكلة، بل قد يزيدها حيث سيشعر الطفل أنه يحتاج أن يظل متحكماً ليتغلب عليك ويتمكّن من استفزازك، وحتى لو توقف الطفل عن الإلحاح بسبب الضرب فإنه يترك عواقب وخيمة على شخصية الطفل وعلاقته بوالديه. والتهديدات المؤذية، مثل إخافته بـ "بعبع الليل"، فهذا قد يعرّضه للتبول اللاإرادي فتدخلين في مشكلة أخرى.
6 - تجنبي أسلوب "هو كده"
فأنت بهذا تواجهين طلباته بعندك، فكري جيداً قد يكون طلبه قابلاً للتنفيذ، وإذا لم يكن اسأليه لماذا؟، واشرحي له عن العواقب، مثلاً إذا أصر على تناول الآيس كريم أكثر من مرة اكشفي لك العواقب الصحية لرغبته.
7 - لا توافقي على طلبه حتى يطلب بنبرة مهذبة
إذا اقتنعت بطلبه، لا تقتنعي بطريقة الطلب أو الأسلوب إذا كان خارجاً عن احترامك، أظهري له الحزم والإصرار، وأنك لن تتراجعي عن موقفك في عدم إجابة طلبه حتى يتكلم بالأسلوب المناسب. وأثني على سلوكه عندما يطلب ما يريد بطريقة مهذبة.
8 - اثبتي على موقفك
أي لا تعبئي بكلام الآخرين ومدى اقتناعهم بطريقة تربيتك لابنك، افعلي ما ترينه صحيحاً، فلستِ بحاجة أن تثبتي للناس حبك وكرمك مع أبنائك. لكن تجنبي الليونة الزائدة، لأنه سيستمر في سلوكه غير المقبول..
9 – لا تكوني أنت متطلّبة
لا ترهقي زوجك بطلباتك أمام أبنائك، فهذا سيعلمهم أن الأب موجود ليستجيب للطلبات. وسيجد الابن تبريراً كبيراً لتطلّبه، فهو يقلدك فيما تفعلين.
10 - في توجيهك لطفلك ركزي على سلوكه ولا تهاجمي شخصيته
مثلا لا تقولي له "أنت تشبه والدك"، أو للبنت "أنت مثل عمّتك تماماً"، كلامك لن يكون لائقاً لا بحق الآخرين، فأنت تقولين عباراتك لتذمي بالآخرين، وهذا سيضع في ذهن طفلك أن هذه الشخصيات غير مستحبّة بالنسبة لك، ولكن قولي "أتوقع منك أن تتكلم بطريقة مغايرة".