في احد مشافي القاهرة كنا في قاعة الانتظار والمرضى كُثر من جنسيات مختلفة، وامام صمت المكان الشديد سمعنا خشرطة اكل في نهار رمضان، تعامست معتقدا انه ربما اي صوت آخر بحكم انه الناس صائمين كما اعتقدت، لكن فجئة رأيت رجل خمسيني نحيف الجسد طويل القامة يرتدي جرم احمر طويل وشميز رمادي قصير وسروال رياضي اسود، وشعره معتق باللون الاسود ويبدو على ملامحه تعب السنين والزمان، وفي يده ممسك طرزان مش ذاكر اسمه بالضبط لكنه يشبه حجم وشكل طرزان البطل، التفت نحوه الناس بغرابة ولكنه لم يأبه لعيونهم واستمر في خشرطة الطرزان، وكانت امرأة بجانبه، والرجل ياكل بكل ثقة ويشرب جرعات هادئة من علبة الماء وكانه اكمل شوطا رياضيًا قاسيًا، الناس من جنسيات مختلفة لكن اغلبهم تقبلوا الموقف دون اي اعتراض ولم يسمعوه كلمة تعايش بديع، تذكرت حالنا في اليمن مع من يخالفنا ولو بالرأي وليس بالصيام و الطعام، كانت عيوني ترمقه وكنت اقول لعلها راحة عليه نومه الى بعد صلاة الفجر وربما يعاني من اي مرض ولكن مافائدة الطرزان بهذا الوقت يا اخا العرب، كنا في الصالة ننتظر ادوارنا عبر شاشة تنطق رقم كل مريض قبل موعد دخوله وحين حان موعد دخوله قفز من مكانه بسرعة متناهية ولم تمضِ سوى ثوانٍ معدودة حتى عاد الى مكانه استغربت وبعد ان حدقت بنظراتي نحوه رايته عاد ليكمل ما تبقى من الطرزان في قاع الكيس واخذه بيده وغادر مسرعا نحو غرفة الطبيب وبقيت افكر في هذا التعايش البديع و القبول لاختلافات الآخرين واقارنها بواقع بلادنا وجميعكم تعرفون الفرق .... اليس كذلك !
#عادل_حمران
22رمضان 2022م