كان يوم اسود وحزين وكانت ساحات المطار مليئة بالمستقبلين وكلاء ومدراء عموم و قيادات مدنية و عسكرية، وكان الكل يتصرف بهمجية واصرار من اجل الوصول الى ساحة المطار كلا يريد ان يظهر امام الوزير الذي يتبعه، وكانت شعبية اللواء شلال كاسحة واغلب الحاضرين قدموا من اجل شلال وكانوا الأكثر حضورًا وحيوية ونشاط و تخلف ورغم جهود رجال الامن و قوات الحماية وكافة الأجهزة الأمنية في المطار الا ان الوضع خرج عن السيطرة والسيول البشرية لم تتوقف ولم نستطيع ترتيبها بالشكل المخطط له مسبقا، وربما هذه نعمة خفية وحكمة لم نعلمها الا بعد ان سقطت صواريخ الموت فوق حياة الجميع.
كان من المخصص ان يتوقف الجماهير امام الصالات وكانت الطائرة سوف تتوقف في باركينج رقم 1، مدير المطار الاستاذ عبدالرقيب العمري حين رأى ان الوضع خرج عن السيطرة غير موقف الطائرة الى باركينج رقم 4، من اجل ابعاد قادة الحكومة قليلا عن زحمة الناس الذين قدموا الى خارج المكان المحدد حين وصلت الطائرة وفيها اللواء شلال فاغلب الحاضرين قدموا لاجله وكان ايضا يطالب بايقاف مراسيم الاستقبال خوفًا عند سلامة الناس من اي ثغره أمنية او مشاكل قد تحصل ولكن لم يكن بالحسبان ان الكارثة ستأتي من السماء هذه المرة، تم تنفيذ قرار المدير وتغير مسار الطائرة ومعه تغير موقع الناس الى امام سلم الطائرة وهذا القرار خفف وقع الصدمة وهول الكارثة.
لم تمر سوى دقائق قليلة منذ وصول الطائرة حتى سقطت الصواريخ الثلاثة في الأماكن التي كانت تكتض بالناس وخصوصا الصاروخ الاول وقع امام صالات المطار حيث كان يقف الجماهير وصاروخ آخر في باركينج رقم واحد أي المكان الذي كان من المقرر ان توقف فيه الطائرة ولولى لطف الله التي سخرها عبر قرار المدير بتغير مسار وموقف الطائرة لحصلت الكارثة وهلك الجميع وتحول المطار إلى اشلا حكومة وشعب وقيادة وانهار من الدماء ... الان و بعيدا عن التنظير و التحليل و المثالية الزائدة نشعر بوقع الكارثة و وجعها و نشعر ايضا بان ثمة قرارات حكيمة في الوقت المناسب قادرة على فعل الكثير والحمد لله على كل حال.
#عادل_حمران
1/1/2021