فاطمة رشاد.. من الصحافة إلى صناعة الدمى

Tuesday 05 December 2023 9:14 pm
فاطمة رشاد.. من الصحافة إلى صناعة الدمى

من اعمال فاطمة رشاد

----------
القاهرة: وليد عبدالواسع :
بعد أن توقف راتبها بسبب الحرب حيث تعمل في مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر في مدينة عدن، بعد أكثر من ثمان سنوات من العمل لم تجد الصحفية “فاطمة رشاد” من وسيلة لمواجهة الظروف المادية التي كادت تعصف بها، حسب وصفها، وظلت تبحث عن عمل مناسب تحصل من خلاله على عائد مادي يمكنها من مواجهه صعوبة الحياة المعيشية.
فكانت فكرة افتتاح مشروع للكورشيه أسمته “جوجو”، واعتبرته بمثابة المنقذ لها، كما تقول في حديثها لـ”المشاهد” وتضيف “فتح مشروع جوجو للكورشيه، عشان ما أمد يدي لأحد أو أطلب من حد، وعشان أساعد نفسي ماديًا”.
كانت البداية الحقيقية لمشروع “جوجو للكورشيه” في العام 2018 وهو مشروع لحياكة الملابس والدمى بالخيط الصوف، تقول فاطمة إنها استوحت اسمه من اسم ابنتها  “جومانه”.
وتضيف أن فكرة المشروع جاءت من كونها تجيد الحياكة كحرفة كانت تستهويها وتمارسها بين الحين والآخر منذ طفولتها حسب تعبيرها.
العمل في هذه الحرفة بدأ بحياكة فاطمة ملابس صوفية لها شخصيًا ثم تطورت في حياكة أعمال صوفية كموديلات للأطفال ووجدت تشجيعًا وإعجابًا كبيرًا ممن كان يشاهد أعمالها وهذا حسب فاطمة كان حافزًا لها أن تفكر في عمل مشروع خاص بها في هذا المجال خاصة مع توقف عملها الرسمي في مؤسسة 14 أكتوبر كمديرة إدارة الثقافة في المؤسسة. 
نقله نوعية:
 ومنذ تأسيس مشروعها الخاص وحتى اليوم تحقق فاطمة النجاح كما تقول، وتعتبر النقلة النوعية في مسيرة مشروعها الخاص بوصفها “دخلت على صفحة سيدات الأعمال على الفيس بوك، ونشرت بعض منتجاتي حيث وجدت الإعجاب وبدأت تأتيني بعض الطلبيات لشراء مشغولات صوفية من عدة اشخاص”.
وأشارت فاطمة إلى أن مشروعها انتقل إلى حاضنة الأعمال ساند بوكس “مشروع يسمح باختبار الأفكار الجديدة سواء أكانت ريادية أم تقنية بتوفير بيئة تجريبية لها قابلة للاستدامة أو الإلغاء وبمخاطر مدروسة يمكن السيطرة عليها” وهو ما نقل مشروعها نقلة نوعية.
لم تتوقف فاطمة عند هذا الحد وتلقت تدريبات مكثفة شاملة عن كيفية إعداد دراسة جدوى خطط مالية وإدارية للمشاريع وأصبحت ضمن بيئة حاضن الأعمال وهذا مكنها من تخطي الكثير من الصعوبات التي كانت تقف أمام استمرارية ونجاح مشروعها  الذي أصبح كما تقول جاهزًا وواضح المعالم.
 
حصلت فاطمة على شهادة TOT العام 2022، بعد دورة تدريبية مكثفة من قبل منظمة براچما، وهذا أضاف لها أنها أصبحت قادرة إلى جانب الإنتاج في مجال الحياكة الصوفية أن تقوم بالتدريب في مجال ريادة الأعمال قسم المشغولات اليدوية.
 وتتابع فاطمة حديثها : “أهلني الحصول على دورة تدريبية في مجال ريادة الأعمال لنقل تجربتي للآخرين، فقد بدأت أولى التدريبات التي لم تكن بالعادية، بالذات مع فئة المكفوفين، والتي تعتبر فئة تحتاج إلى عناية خاصة، فكنت عندما طلب مني تدريبهم لا أعرف كيف أتعامل مع هذه الفئة ولكني استعنت بالله وحاولت أن أفهم هذه الفئة وأنزل إلى مستواهم”.
وتضيف “لقد وجدت أنه من المستحيل أن أعلمهم الحياكة على الإبر لأنهم كفيفات، ولكني استعنت بالنول “النول أداة تربط بها الخيط وتستخدم للحياكة”.
كانت هذه أولى تجارب فاطمة في التدريب لذوي الاحتياجات الخاصة الكفيفات  وتضيف “أنجزت مع المجموعة الأولى لمدة شهرين إنجازًا أعتبره عظيمًا، فلقد أنتجت مع متدرباتي مشغولات كثيرة وأنا الآن في طور تدريب المجموعة الثانية”.
إلى جانب أنشطة فاطمة ضمن مشروع “جوجو” وبالإضافة للتدريب تخوض فاطمة رشاد تجربة التدريس في مدرسة خاصة لمادة الأشغال اليدوية، وقد أنتجت مع طلابها الكثير من المشغولات اليدوية التي تعتبرها نقلة نوعية كونها طرقت هذا المجال.
الاتجاه إلى مهن أخرى
تعد فاطمة رشاد واحدًا من مئات الصحفيين الذين تسبب الصراع الدائر في اليمن منذ العام 2015م إلى فقدانهم رواتبهم أو توقف مستحقاتهم.
وقال مصدر في لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين لـ”المشاهد” إنه لاتوجد إحصائية مؤكدة بعدد من فقدوا رواتبهم، غير أنه أشار إلى أن مايربو عن ألف صحفي فقدوا أعمالهم سواء بقطع الراتب أو بفقدان الوظيفة.
خلال سنوات الحرب التسع، اتجّه صحفيون، نحو البحث عن مصادر للرزق وممارسة أنشطة تجارية، كما أُجبروا على ممارسة أعمال شاقة في محاولة للهروب من دائرة الفاقة، حسب مصدر نقابي.
ولاتوجد إحصائية رسمية عن عدد الصحفيين الذين اتجهوا لممارسة أعمال غير أعمالهم نتيجة فقدان وظائفهم، إلا أن معد التقرير وثق 14 حالة لصحفيين في تعز وصنعاء وعدن ومصر والسعودية