لن ينسى المدرب الإسباني لويس إنريكي يومي 8 مارس/آذار 2017 و16 أبريل/نيسان 2024 بعدما أصبح بطلا فريدا من نوعه لمعجزتين خالدتين في ذاكرة كرة القدم الأوروبية.
قبل 7 أعوام عاش إنريكي فرحة جنونية بعدما قاد برشلونة لفوز تاريخي على باريس سان جيرمان بنتيجة 6-1 في ملعب كامب نو ليعوض السقوط المدوي في مباراة الذهاب برباعية دون رد في ملعب حديقة الأمراء، ليتأهل البارسا لدور الثمانية بسيناريو إعجازي.
ولم يكن إنريكي يتخيل يوما ما أنه سيذبح حبه وناديه القديم برشلونة بنفس السكين، حيث جلس هذه المرة على مقاعد بدلاء باريس ليقود العملاق الفرنسي لفوز عريض على نظيره الكتالوني بنتيجة 4-1 ليتأهل لدور قبل النهائي بعدما عوض الخسارة ذهابا بنتيجة 2-3 في حديقة الأمراء.
وتوجد العديد من أوجه الشبه والاختلاف بين معجزتي إنريكي، حيث سجل الفريق المتأهل في المباراتين 6 أهداف لكن برشلونة سجل الحصيلة كاملة في مباراة واحدة بينما زار باريس شباك منافسه بهدفين ذهابا ورباعية إيابا.
ويتشابه أيضا أن الطرف الخاسر في كل مباراة لم يستفد بأهداف نجمه اللاتيني، حيث هز الأوروجوياني إدينسون كافاني شباك البارسا بهدفين ذهابا وإيابا (هدف في كل مباراة) عام 2017، بينما سجل البرازيلي رافينيا 3 أهداف لبرشلونة في المباراتين أيضا.
وفي المرتين أيضا اكتفى الفريق الخاسر بتسجيل هدف وحيد، لم يكن كافيا لتعزيز موقفه في مباراة الإياب.
ومن أوجه الشبه أيضا أن الفريق الفائز استفاد في ليلة التأهل من ركلات الجزاء، حيث سجل ليونيل ميسي ونيمار جونيور من ركلتي جزاء للبارسا في 2017 بينما سجل مبابي لباريس في 2024.
وفي ليلة التأهل ضم الفريق الفائز بين صفوفه لاعبًا هز شباك المنافس بهدفين متتاليين، حيث سجل مبابي الهدفين الثالث والرابع، وسبقه نيمار جونيور بتسجيل الهدفين الرابع والخامس للفريق الكتالوني.
في المقابل يبرز الفارق أن الأهداف الستة التي صعدت ببرشلونة جاءت بأقدام 4 لاعبين وهم ميسي ونيمار ولويس سواريز وسيرجي روبيرتو بخلاف الاستفادة من هدف ذاتي سجله ليفن كورزاوا بالخطأ في مرماه، بينما كانت سداسية باريس (في المباراتين) عام 2024 من نصيب ثلاثة لاعبين وهم مبابي وعثمان ديمبلي وفيتينيا.
وأثبت لويس إنريكي أيضا في المباراتين أنه لا يعتمد فقط على نجوم الصف الأول أو خط الهجوم فقط بل أثبت فلسفته بأنه يلعب كرة شاملة تعتمد على "فريق يدافع بـ 11 لاعبا ويهاجم بـ 11 لاعبا"، وصنع المفاجأة في المرتين مستعينا بخدمات لاعبي الوسط.
ففي 2017 كان سيرجي روبيرتو صاحب الهدف السادس الذي صعد ببرشلونة في كامب نو، بينما لمع لاعب الوسط البرتغالي فيتينيا بتسجيل هدفين في شباك مارك أندريه تير شتيجن بمباراتي الذهاب والإياب.
وتبقى أحد القواسم المشتركة أيضا أن سيناريو الريمونتادا في المرتين تم تنفيذه في معقل البارسا، وهما كامب نو 2017 ولويس كومبانيس في 2024، وفي كلا المباراتين كان يحمي عرين الفريق الخاسر حارس مرمى ألماني، وهما كيفن تراب ومارك أندريه تير شتيجن.