حظي تشابي ألونسو بمسيرة يحسد عليها كلاعب توج خلالها بكل الألقاب الممكنة سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الإسباني.
تمتع ألونسو بذكاء شديد وقدرة قيادية في وسط الميدان، بجميع الأندية التي لعب لها (ريال سوسيداد وليفربول وريال مدريد وبايرن ميونخ)، جعلت الكل يتوقع له مستقبل مميز في المجال التدريبي عقب الاعتزال.
وكان من أبرز من توقعوا ذلك الأمر مدربه السابق في ريال مدريد جوزيه مورينيو.
قصة صعود
أسدل ألونسو الستار على مسيرته كلاعب رفقة بايرن ميونخ في عام 2017، وسرعان من انشغل بالجانب التدريبي بتدريب فريق ريال مدريد تحت 14 سنة أثناء إكماله دورة تدريبية للنخبة تابعة لليويفا في عام 2018.
وارتبط اسم ألونسو بالالتحاق بالجهاز الفني لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي، إلا أنه قرر العودة إلى المدينة التي صنعت اسمه في بداية مسيرته وهي سان سيباستيان لتدريب الفريق الرديف لريال سوسيداد في عام 2019.
حينها كان هدف ألونسو هو الابتعاد عن الصورة بعض الشيء من أجل التعلم وحسب، ولم يتعجل في الموافقة على العروض التي وصلت إليه، ليشرف على تدريب فريق يتواجد في الدرجة الثالثة الإسبانية، ونجح في موسمه الثاني في الصعود به للدرجة الثانية للمرة الأولى منذ موسم (1961- 1962).
وحينها ارتبط اسمه بتدريب بوروسيا مونشنجلادبخ، لكنه قرر الاستمرار لعام إضافة رفقة الفريق الرديف لريال سوسيداد ليرحل عنه في نهاية الموسم ويتجه إلى تدريب ليفركوزن يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
من القاع للقمة
تولى ألونسو تدريب ليفركوزن وهو يتواجد في المركز قبل الأخير في البوندسليجا بعد 8 جولات في أسوأ بداية للفريق منذ عام 1979، لكن قلب الإسباني حال الفريق رأس على عقب ووصل به إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، وهو أول نصف نهائي أوروبي يصل إليه الفريق منذ 21 عامًا.
وأنهى ليفركوزن الموسم في المركز السادس ليتأهل للدوري الأوروبي في الموسم التالي، ليقرر البقاء رفقة النادي الألماني رغم اهتمام توتنهام هوتسبير بالتعاقد معه.
وفي صيف 2023 أبرم ألونسو العديد من الصفقات حيث ضم أليخاندرو جريمالدو وناثان تيلا وجوناس هوفمان وجرانيت تشاكا وفيكتور بونيفاس، وعدل من أسلوب لعب الفريق إلى (3-4-3) وطور مهارات التمرير والهجمات المرتدة لدى الفريق ليهمين بصورة تامة على مجريات الأمور محليًا.
وحطم ألونسو العديد من الأرقام القياسية على مدار الموسم، سواء في عدد المباريات المتتالية في تفادي الهزيمة، وعدد النقاط التي حصدها في النصف الأول من الموسم، قبل أن يهدي ليفركوزن اللقب الأول في تاريخه في البوندسليجا يوم الأحد الماضي بعد الفوز على فيردر بريمن بخماسية نظيفة.
فرص في الطريق
على مدار سنواته القليلة في عالم التدريب، أتت العديد من الفرص لألونسو كما سبق ذكره سواء بالتواجد في الجهاز الفني للسيتي أو تدريب توتنهام، وازدادت الفرص بعد النتائج المبهرة التي قدمها رفقة ليفركوزن.
وارتبط اسم ألونسو بقوة بتدريب بايرن ميونخ بعد إعلان البافاري رحيل مدربه توماس توخيل بنهاية الموسم الجاري، وألمح البايرن كثيرًا إلى رغبته في التعاقد مع ألونسو بتصريحات من مديره الرياضي الجديد ماكس إيبرل.
كما ارتبط اسم ألونسو أيضًا بتدريب فريقه السابق ليفربول مع إعلان يورجن كلوب الرحيل بنهاية الموسم، وارتبط اسمه أيضًا بتدريب فريقه السابق أيضًا ريال مدريد، لكنه أنهى حالة الجدل يوم 29 مارس/آذار الماضي بتأكيده الاستمرار مع باير ليفركوزن الموسم المقبل.
قصص مماثلة
لم يكن أشد عشاق ليفركوزن تفاؤلًا يتوقع تتويج الفريق بلقب البوندسليجا هذا الموسم، لكن هناك العديد من قصص النجاح غير المتوقعة في عالم كرة القدم ولعل أبرزها في السنوات الماضية تتويج ليستر سيتي بلقب البريميرليج الأسطوري في موسم (2015- 2016) تحت قيادة كلاوديو رانيري.
ولم يستمر رانيري طويلًا مع الثعالب بعد ذلك الإنجاز الأسطوري، حيث تمت إقالته في الموسم التالي مباشرة في شهر فبراير/شباط 2017، مع ابتعاد ليستر بنقطة واحدة عن مراكز الهبوط حينها.
وفي البوندسليجا قصص مماثلة مثل قيادة المدرب أرمين فيه شتوتجارت للقب البوندسليجا في موسم (2006- 2007) والأول منذ موسم (1991- 1992)، وفي الموسم التالي (2007- 2008) لم يتمكن من تكرار نفس النجاحات بإنهاء الدوري في المركز السادس.
تجارب مختلفة
على الجانب الآخر هناك مدربون رحلوا مباشرة عقب تحقيق الإنجازات البارزة للمحافظة عليها، ومن بينها تجربة مشابهة في الدوري الألماني عندما قاد فيليكس ماجاث فريق فولفسبورج للتتويج بلقب البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخ النادي في موسم (2008- 2009) وقرر الرحيل عقب نهاية الموسم، وبالفعل تراجع فولفسبورج بشدة في الموسم التالي الذي أنهاه في المركز الثامن.
ومن المفاجآت البارزة أيضًا تتويج جوزيه مورينيو بلقب دوري أبطال أوروبا رفقة بورتو في موسم (2003- 2004) ليقرر بعد ذلك الإنجاز التاريخي عدم رفض عرض تشيلسي، وكرر نفس الأمر عندما توج بالثلاثية التاريخية رفقة إنتر في موسم (2009- 2010) واتجه لتدريب ريال مدريد.
ويبقى التحدي الأكبر أمام ألونسو الموسم المقبل، فهل ينجح في مواصلة قصته الأسطورية رفقة ليفركوزن ومواصلة التألق محليًا ونقله أيضًا للصعيد القاري عند المشاركة في دوري الأبطال، أم تتراجع نتائج الفريق مجددًا؟