تحليل: استسلام مفاجئ يضع برشلونة تحت مقصلة الريال

Monday 22 April 2024 10:54 am
تحليل: استسلام مفاجئ يضع برشلونة تحت مقصلة الريال
----------

حسم ريال مدريد كلاسيكو الدور الثاني من الدوري الإسباني لصالحه بفوزه القاتل (3-2) على برشلونة، الأحد، ليلامس اللقب بعد اتساع الفارق إلى 11 نقطة مع غريمه الكتالوني.

لم يغير كارلو أنشيلوتي طريقته المعتادة هذا الموسم (4-3-1-2)، محافظا على مثلث الهجوم، فيما تحول كامافينجا إلى ظهير أيسر، مع إدخال لوكا مودريتش في الوسط بدلا منه.

على الجانب الآخر، حافظ تشافي هيرنانديز على طريقة (4-3-3)، معولا على المدافع أندرياس كريستينسن في وسط الملعب كارتكاز.



شوط الأخطاء

حاول الريال فرض سيطرته من البداية مع محاولة بناء الهجمات من الخلف، كما حدث أمام مانشستر سيتي في مباراته الأخيرة بأول 20 دقيقة.

لكن البارسا قابل ذلك بضغط متقدم، شل قدرة الريال على الخروج بالكرة بأريحية، مما تسبب في ارتباك الحارس أندري لونين والدفاع الملكي في أكثر من لقطة.

وظهرت الأخطاء في وقت مبكر، مما سمح للبارسا بتسجيل هدف مبكر من ركنية، عبر خطأ مزدوج من كروس ولونين، حيث لم يرتق الأول لحرمان كريستينسن من التسجيل بضربة رأس، فضلا عن خروج الحارس الأوكراني بشكل خاطئ من مرماه.

الأخطاء لم تكن من جانب الريال فحسب، بل تسبب كوبارسي بإعاقة متهورة لفاسكيز، في منح أصحاب الأرض فرصة معادلة النتيجة من ركلة جزاء.

لكن التعادل لم يخف أخطاء لاعبي الميرينجي، بل استمرت سذاجة الدفاع في التعامل مع الركلات الركنية، التي شكلت خطرا بالغا من جانب برشلونة، حتى كاد الفريق الضيف أن يسجل بهذا السلاح أكثر من هدف.

ولعب لامين يامال دورا مؤثرا في اختراق الدفاع الملكي بتوغلاته الناجحة في الجانب الأيمن، مما شكل خطورة شديدة، في وقت عجز فيه كامافينجا عن إيقاف تلك الانطلاقات.

وعاب هجوم الريال سوء اتخاذ القرار في الثلث الأخير، وهو ما ظهر جليا عند انفراد فينيسيوس بالمرمى، قبل أن يقرر التمرير لرودريجو في الخلف بدلا من التسديد.



تحولات مزدوجة

اختلف السيناريو في الشوط الثاني بكلا الجانبين، ليتخلى برشلونة عن أسلوب الضغط المتقدم، فيما كان الريال أكثر إقداما على الهجوم بمختلف الطرق.

ودانت السيطرة قليلا لأصحاب الأرض، لكن كانت اللمسة الأخيرة ناقصة لترجمتها في الثلث الهجومي.

وقرر تشافي تنشيط هجومه بإقحام فيليكس وتوريس على حساب رافينيا وليفاندوفسكي في الدقيقة 64، أملا في صناعة الفارق بعد التراجع الكتالوني.

ورغم تراجع البارسا قليلا، إلا أن أخطاء الدفاع الملكي ظلت مستمرة، وهو ما اتضح في هدف الضيوف الثاني، لحظة عدم متابعة المدافعين كرة ارتدت من لونين، ليتجمدوا داخل منطقة الجزاء، بينما كان لوبيز يضع الكرة في الشباك.

ورفع دفاع برشلونة شعار "لست وحدك"، ليحاكي لاعبو ريال مدريد في الخط الخلفي، بسبب سوء التمركز والرقابة داخل منطقة الجزاء، لحظة إرسال فينيسيوس عرضية نحو فاسكيز، الذي لم يجد صعوبة في إسكانها الشباك وهو خالٍ من الرقابة.



استسلام كتالوني

ظن كثيرون أن برشلونة سيندفع للهجوم بعد إحراز الريال للتعادل، بحثا عن هدف الانتصار، لكن حدث عكس هذا السيناريو في آخر ربع ساعة.

أنشيلوتي دفع بدوره بورقتين من البدلاء: ميليتاو وخوسيلو، على حساب الجناحين رودريجو وفينيسيوس، وهو تغيير يبدو نظريا بمثابة رغبة من مدرب الريال في تأمين التعادل والخروج بنقطة تخدمه في طريقه نحو اللقب.

لكن مع استسلام برشلونة، كان ريال مدريد هو الزاحف نحو مرمى تير شتيجن بوابل من الهجمات، رغم خروج ثنائي الهجوم السريع.

ومع كثرة المحاولات، خطف الريال هدف الفوز القاتل، في وقت كان فيه برشلونة عاجزا عن الرد بكافة السبل.