انتهت مباراتنا أمام سنغافورة بفوز صعب (2/1).
كنا نتوقع أن يكون المنتخب السنغافوري خصماً سهلاً، لكنه فاجأنا بأداء مميز وتحول واضح إلى فريق منظم وواقعي تكتيكياً.
ما الذي حدث لمنتخبنا؟
أولاً: طغى اللعب الفردي وحب الذات؛ تراوغ والكرة معك بينما زميلك يفتح مساحة مثالية، أو تسدد والفرصة بجوارك لمن يمكنه الانفراد والتسجيل. غابت الرؤية الواضحة حتى للمساحات القريبة، وهذه مشكلة متجذرة ناتجة عن ممارسة اللاعبين لكرة القدم لفترات طويلة بلا إشراف فني حقيقي، وهو أمر لا ينكره أحد، والسبب معروف للجميع: توقف البطولات المحلية.
رأينا منتخب سنغافورة يعود بقوة لأنه ببساطة يملك لاعباً يخوض أكثر من 64 مباراة رسمية في الموسم، ما يمنحه حساً كروياً عالياً ولياقة بدنية كبيرة، رغم الطقس الحار الذي أثّر على لاعبينا أيضاً.
ولا ننسى أن هدفي الفوز جاءا من ركلتي جزاء صحيحتين، لكن هذا بدوره يستحق التوقف والتأمل.
منتخبنا يمتلك عناصر قوية بدنياً، وقادر على تقديم الأفضل لو لعب كرة جماعية من لمسة واحدة. لكن استهلاك المخزون اللياقي كان واضحاً بسبب الاندفاع الكبير منذ البداية، وهو ما منح السنغافوريين فرصة العودة للمباراة.
أما الجانب النفسي، فهو الأهم؛ فاللاعب اليمني يعيش أزمة حقيقية بسبب توقف البطولات، ما ينعكس عليه بحب الذات والسعي لإبراز الفردية، متجاهلاً أن أعين خبراء الاحتراف تبحث قبل كل شيء عن عقلية اللاعب وليس فقط مهاراته.
#ياسر_الجبيحي
