التونسي الملولي أفضل رياضي في الدورة العربية

Monday 30 November -1 12:00 am
التونسي الملولي أفضل رياضي في الدورة العربية
----------


الدوحة- أختير السباح التونسي أسامة الملولي اليوم الخميس أفضل رياضي في الدورة العربيةالثانيةعشرة التي تختتم غداً في قطر.

وأحرز الملولي حتى الآن 13 ميدالية ذهبية في 14 سباقاً، وهو سيشارك اليوم في سباقين أيضاً، ويعود عدم فوزه في السباق الوحيد إلى استبعاده من نهائي 100 م صدراً لتجاوزه المسافة المسموح بها دولياً تحت الماء وهي 15 متراً.

وإضافة إلى القيمة المعنوية لجائزة أفضل رياضي، خصصت اللجنة المنظمة للدورة قيمة مالية هي 70 ألف دولار، سيحصل الملولي إضافة إليها على 5 آلاف دولار عن كل ذهبية نالها أي ما سيتراوح بين 65 و75 ألفاً.

وعوض "القرش التونسي" غياب مواطنته مروة المثلوثي نجمة الدورة السابقة في القاهرة بإحرازها 9 ميداليات ذهبية، وتقدم على أصحاب اكبر غلة من المعدن الأصفر ومنهم المصرية أميرة منصور في القوس والنشاب (6 ذهبيات اثنتان منها فردية إضافة إلى برونزية) والسعودي محمد السعيد في الرماية (6 ذهبيات اثنتان منها فردية اضافة إلى فضية) والمصرية فريدة عثمان في السباحة (6 ذهبيات منها 4 فردية)، علما بأن هناك عددا كبيرا من الرياضيين الآخرين أحرز كل منهم 3 أو 4 أو 5 ميداليات ذهبية.

وبعد أن حكمت عليه محكمة التحكيم الرياضي في 11 أيلول/سبتمبر 2007 لمدة 18 شهرا وسحب ميداليته الذهبية التي أحرزها في بطولة العالم لسباق 800 م حرة في ملبورن في العام نفسه بسبب ثبوت تناوله مواد منشطة، انتفض الملولي وثأر لنفسه في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان.

وكانت باكورة انجازات الملولي الذي انتهت عقوبته في أيار/مايو 2008، إحرازه ذهبية سباق 1500 م في اولمبياد بكين بعد 3 اشهر فقط فسجل رقما قياسيا أفريقيا وعوض إخفاقه في سباقي 200 و400 م حرة عازيا هذا الفشل إلى الآلام التي عانى منها طول فترة وقفه وعدم كفاية فترة الاستعداد. وكان التحدي الأكبر والأهم بالنسبة إلى الملولي في حرمان الاسترالي غرانت هاكيت، بطل العالم 4 مرات، من تحقيق انجاز لم يسبقه إليه أي سباح آخر في تاريخ الألعاب الاولمبية وهو الظفر بذهبية السباق للمرة الثالثة على التوالي في الدورات الأولمبية.

وحظي السباح التونسي باستقبال شعبي منقطع النظير لقاء هذا الانجاز الذي تحقق بعد 40 عاما من الفشل والذهبية الثانية، وبتكريم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الصنف الأول من وسام الجمهورية.

مواهب مبكرة

وبدأت مواهب الملولي المولود في 16 شباط/فبراير 1984 في المرسى والذي أعده نادي كليشي الفرنسي أفضل إعداد، تتفتح بشكل خاص في الدورة العربية العاشرة في الجزائر عام 2004 بعد عام واحد من أول برونزية له في بطولة العالم 2003 في برشلونة.

واختير الشاب التونسي أفضل رياضي في ذلك "الاولمبياد" العربي بإحرازه 6 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية قبل أن يتألق في بطولة العالم داخل حوض صغير في إنديانابوليس في العام ذاته ويحرز ميداليتين الأولى ذهبية في سباق 400 م متنوعة، والثانية برونزية سباق 200 م متنوعة، فضلا عن بلوغه نهائي سباق 1500 م حرة حيث حل رابعاً.

وكان الملولي على موعد مع الذهب بعد عام أيضاً في دورة المتوسط 2005 في الميريا حيث نال 3 ذهبيات قبل أن يضبط بجرم المنشطات الذي أكد براءته منه وانه تناول مادة "انفيتامين" لكي تساعده على البقاء صاحياً طوال الليل ليعمل على تحضير دراسة جامعية.

وخرج الملولي من ورطة المنشطات أكثر إرادة وتصميما، وركز على المسافات الطويلة في المنتديات واللقاءات العالمية فأصبح اختصاصياً في سباق 1500 م تحديدا، فأضاف إلى الاولمبية أولى لبلاده منذ 40 عاما والثانية في تاريخ مشاركاتها الاولمبية بعد ذهبية العداء محمد القمودي في مونديال 1968 في مكسيكو.

وفرض الملولي نجما مطلقا في النسخة السادسة عشرة من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الايطالية بإحرازه 5 ميداليات ذهبية مع 5 أرقام قياسية للألعاب في انجاز غير مسبوق في تاريخ الدورات المتوسطية.

ودخل تاريخ دورات المتوسط من بابه العريض بعدما جمع حتى الآن 8 ذهبيات في النسختين الأخيرتين ليسجل اسمه على لائحة نادي رياضيي النخبة الذين دونوا أسماءهم بأحرف من ذهب منذ انطلاق النسخة الأولى في الإسكندرية عام 1951 وبات يعرف بـ"فيلبس العرب" في إشارة إلى البطل العالمي والاولمبي الأميركي مايكل فيلبس صاحب 8 ذهبيات في دورة بكين الاولمبية (رقم قياسي).

وعزا هذه النتائج الكبيرة التي حققها إلى "التواضع والعمل الجيد والتدريبات الجدية وهذه هي سبب الثمار التي أقطفها. لقد احتفلت كما يجب بالتتويج الاولمبي (في إشارة إلى ذهبية 1500 م حرة في اولمبياد بكين)، ومباشرة بعد ذلك عملت بتركيز كبير للحفاظ على هدوئي وبرودة أعصابي واستأنفت التدريبات للموسم الجديد واضعا بطولة العالم في روما (2009) كهدف أساسي لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة".

وبالفعل توج السباح التونسي مطلع آب/أغسطس 2009 بذهبية 1500 م حرة إضافة فضية سباقي 400 و800 م حرة قبل أن يتفوق في بطولة العالم داخل حوض صغير في دبي مطلع 2010 فأكد انه الأسرع في سباقه المفضل وأحرز ذهبيته إضافة إلى فضية 400 م متنوعة وبرونزية 200 م حرة. وامتع الملولي في هذه الدورة كل من شاهده، وسجل عدة أرقام مؤهلة إلى اولمبياد لندن 2012 منها بشكل مباشر وبعضها الأخر بشكل يحتاج إلى التأكيد من الاتحاد الدولي في حزيران/يونيو المقبل.

الملولي يعترف 

اعترف الملولي بأن الأرقام التي حققها في الدورة العربية بعيدة عن أرقامه الشخصية وعن الأرقام العالمية، مؤكدا انه سيركز على السباقات القصيرة.

وقال الملولي في مؤتمر صحافي بعد تسلمه جائزة أفضل رياضي "الأرقام التي حققتها في هذه الدورة بعيدة عن الأرقام الشخصية لي حتى الاختصاصات التي امتاز بها، وأيضا بعيدة عن الأرقام العالمية".

وتابع "يجب أن أركز على الاختصاصات الأخرى في السباقات السريعة مثلا 100 و200 م حرة و100 م فراشة و200 متنوعة، لكن أؤكد أن ما حققته في هذه الدورة أن كان على صعيد الأداء أو على صعيد الأرقام لا يتمتع بامتياز عالمي". وأضاف "الهدف الأساسي لي في الدورة العربية لم يكن لتحقيق الأرقام القياسية بل للحصول على العدد الأكبر من الميداليات، فما حققته يعد انجازا تاريخيا".

وأحرز الملولي حتى ألان 13 ميدالية ذهبية في 14 سباقا، ويعود عدم فوزه في السباق الوحيد إلى استبعاده من نهائي 100 م صدرا لخطأ فني.

وتحدث السباح التونسي عن مسيرته قائلا "إن سر النجاح الذي أحققه لم يكن بعمل شهر أو اثنين، بل هو نتيجة جهد سنوات كثيرة من الغربة، فلقد غادرت إلى فرنسا في الخامسة عشرة، ثم التحقت بالجامعة الأميركية في كاليفورنيا بعد ثلاث سنوات حيث ما زلت أتدرب فيها حتى الآن، وكل هذه السنوات من التضحية كانت للنجاح في هذه الرياضة الصعبة وكسر احتكار الأميركيين والاستراليين وغيرهم لها".