محمد العولقي : الصاعق الماهر . . .!!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
*اتذكر ذلك اليوم جيدا .. يوم تصدر هدفه محتوى نشرة الأخبار الرئيسة في تلفزيون (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)..
*تلقى تمريرة ماكرة من زميله المبدع (الاحمدي) ، ثم عرج بالكرة متفاديا ثلاثة من لاعبي منتخب (كوريا الجنوبية) ، وبحركة ثعبانية قل نظيرها ، مال كقزاح طيفي ثم أطلق من يمناه قذيفة مدوية مزقت شباك حارس منتخب (كوريا) العملاق (لي وون) الذي كان متألقا مع منتخب (كوريا) في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986
*قطع لاعب وسط منتخبنا الماهر (ماهر حسن) أكثر من عشرين مترا ، كعداء أولمبي تجاوز في رحلته اربعة لاعبين كوريين قبل أن يسجل هدفه الاعجازي التاريخي في ملعب مدينة (جاكرتا) عاصمة (اندونيسيا) في تصفيات أمم آسيا عام 1988
*عندما احرز (ماهر حسن) صانع العاب فريق (الوحدة) ذلك الهدف المثير الذي منح منتخبنا نقطة التعادل الغالية في التصفيات ، احتل ذلك الهدف صدارة الصحف الكورية ، كان أروع (مانشيت) لصحيفة كورية : القزم الأزرق يحرق الشباك الكورية ..!
*كان ذلك الهدف مكافأة كبيرة للاعب الشاب الذي احتل مكانة دولية خاطفة في ظرف خمس سنوات سمان مع (الوحدة) ومنتخبي الناشئين والشباب ..
*ولد (ماهر حسن ) وفي فمه ملعقة النجومية المبكرة ، فقد تفتحت مجرته مبكرا كاشفة عن طيف شمسي لا يغيب ..
* كانت اللحظة التاريخية في مشوار مطرب (الشيخ عثمان) قد بدأت بمكافأة من العيار الثقيل ..
* ففي لحظة فارقة في مشواره نزل بديلا للاعب المعتزل النجم الكبير (ناصر هادي) في مباراة مثيرة أمام فريق (الجيش) عام 1983 
* وتمسك (ماهر حسن) بالفرصة الذهبية عض عليها بالنواجذ ، فبقي لاعبا أساسيا في الفريق ، ثم بلغ قمة المجد مع فريق (الوحدة) بعد أربعة أعوام من ظهوره الأول ، فقد تحول اللاعب النحيل صاحب المجهود البدني الكبير الى (دينامو) حقيقي يقود غرفة عمليات الوسط ، برشاقة جعلت منه وترا يضاف الى وتر القائد الكبير (الاحمدي) ..
*أمام (كوريا الجنوبية) احدث مدرب منتخبنا تغييرا استراتيجيا جريئا لا يمكن لغيره أن يجازف ويضعه موضع التنفيذ ، فقد اراح المدرب قائد المنتخب الفنان (أبو بكر الماس) ، وكانت المفاجأة  في بديله ..
* لم يكن البديل سوى ذلك الشاب المتحمس الذي يتفجر صلابة وقوة ، كان البديل لانعاش خط الوسط بعد الخسارة غير المتوقعة من منتخب (اندونيسيا) بهدف وحيد ، قد تلقى خبر مشاركته اساسيا ، فكاد قلب (ماهر حسن) يطير فرحا ، واقسم وقتها أن يكون اضافة نوعية لوسط الملعب ، ولأنه سعد بجوار زميله (الاحمدي) فقد صال وجال في المباراة حتى أن مخزونه البدني تفوق على مخزون الكوريين ابطال العالم في اللياقة البدنية ..
*قبل ذلك كان (ماهر حسن) ينثر ابداعه على ملعب (الملز) في (الرياض) حين أسند له مدرب منتخب الناشئين (عبدالله خوباني) مهمة التحكم في ايقاع اللعب والسيطرة على أجواء المنافسين ، فكان (ماهر حسن) واحدا من نجوم التصفيات وأحد أهم اسباب تصدرنا للمجموعة والتأهل الى النهائيات في الدوحة عام 1984
* عندما علق الأطباء قدم (الاحمدي) على مشرح التشريح ، تسلم (ماهر حسن) زمام قيادة وتوجيه اللعب في فريق (الوحدة) ، فبرز في تناغم قدرته الفائقة على صناعة اللعب من الخلف ، وفي براعته في تسجيل أهداف ثمينة ومؤثرة نتج عنها الفوز ببطولة الدوري في غياب معظم الدوليين عام 1987 ثم مساهمته الفاعلة في الجمع بين الاختين (الدوري والكأس) كأول سبق في الجنوب ..
*ولا تكمن قوة (ماهر حسن) في مهاراته القيادية ومنسوبه اللياقي الوفير فقط ، ولكن قوته تكمن أيضا في شخصيته وفي قدرته على فرض أكبر تأثير ممكن على الشاكلة  و التشكيلة . وهذه ميزة لا تتوفر الا في فصيلة نادرة من اللاعبين الجنوبيين ، وبدون شك يقف (ماهر حسن)  في مرتبة متقدمة من مصفوفة هؤلاء اللاعبين الافذاذ ..
*حاول بعض اللاعبين التشبه وتقليد (ماهر حسن) في سطوته داخل الملعب ففشلوا، لأنهم لم يدركوا حقيقة أن (ماهر حسن) نسخة واحدة من عملة صعبة غير قابلة للاستنساخ ..
* كم تمنيت أن يخضع هدف (ماهر حسن) في مرمى شمشون الكوري للتحليل كهدف نموذجي اجتمعت فيه شروط الهجمة الناجحة ، من تحرك تكتيكي بدون كرة ، مرورا بلحظة التموية والتمرير ، وانتهاءا بمداهمة (ماهر) للجدار الدفاعي الكوري ثم تسديدته المثالية وبدقة من وضع الكرة بيده في الشباك الكورية ..
*من فضلكم يا من عشتوا تلك اللحظة التاريخية في حياة كرة (الجنوب) سلموا لي على الصاعق الماهر  كثير ..!