مثلما للصورة حكايتها ودلالاتها ذات الأبعاد المتعددة، لها تأثيرها على نفسية أصحابها المحشورين في إطارها، ولمن يشاهدها.
لنا في الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في صيف ٢٠٠٧، حكايات ومواقف مع الصورة، منها صراع المنصات على خلفية رفع صور أحد الرموز التاريخية او ممن كان لهم دور فاعل في تفجير ثورة الحراك.
حتى أن الصورة التي تبارى المهووسين بها ظلت تفرض نفسها في كل فعالية، ويتفنون في اختيار الزاوية الملائمة لها في واجهة المنصة هذه أو تلك، كما أنها كانت احد أهم أسباب تناسل المكونات تباعاً.
لم يقتصر الأمر على السياسيين فقد دخل على خط صراع المنصات غيرهم من أصحاب الجاه والمال، من منطلق مفيش حد أحسن من حد.
حتى أن السؤال عن هوية صاحب هذه الصورة أو تلك وخلفيته السياسية ورصيده النضالي يطل برأسه من وسط الحشد.
الصور الأكثر تأثيراً -ولو مؤقتاً- هي تلك التي تتعلق بلقاء عابر يجمع بعض الفرقاء السياسيين ممن ظلت الجماهير تعلّق عليهم آمالاً في امكانية توحيد الفرقاء المحليين ووضعهم على الطريق الصحيح وصولاً للهدف المنشود.
تعددت الصور وتنوعت بتنوع مكان وزمان التقاطها، واختلف الناس حولها، وعلّقوا على إطارها آمالاً أعرض منه و أوسع، ليكتشفوا بعد مرور الوقت أن تأثير حدثها لا يتجاوز صورة في ألبوم ذكريات أصحابها، وربما بعضهم إذا ما مرت عليه الصورة بالكاد يتذكر مناسبة وزمن التقاطها.