الكأس يا معود ..

Wednesday 18 January 2023 3:18 pm
----------

ما بين الخامسة والخامسة والعشرين، تاريخ طويل يتجاوز عمره العقود الأربعة.

تاريخ مليء بالأحداث المبهج منها، وذلك الذي يخلّف في النفس الأسى والعصي على النسيان.

بعد انتظار ربما هو الأطول في تاريخ استضافات بطولة كأس الخليج العربي، هاهي البطولة تعود مجددًا إلى أحضان ملاعب العراق بعد غياب 44 عامًا، كانت المرة الأولى التي يستضيف فيها البطولة في نسختها الخامسة التي أقيمت عام 1979، وفيها توّج بأول ألقابه الخليجية بعد أن شهدت نسختها السابقة التي أقيمت في دولة قطر عام 1976م أول مشاركة لأسود الرافدين وكانوا قاب قوسين أو أدنى من معانقة اللقب الذي خسروه في النهائي أمام المنتخب الكويتي 4 / 2 . 

بعد غدًا الخميس يشهد ملعب جذع النخلة بمدينة البصرة الرياضية نهائي خليجي 25، الذي يجمع صاحب الأرض والضيافة والفائز بثلاثة ألقاب خليجية (1979، 1984، 1988)، مع المنتخب العماني صاحب اللقبين (2009، 2017).

النجاح الكبير الذي حققته بطولة خليجي البصرة، من خلال جمالية التنظيم والحضور الجماهيري غير المسبوق في تاريخ بطولات الخليج منذ انطلاقتها في البحرين 1970، لا ينقصه شيئًا سوى التتويج باللقب، وتعويض الجماهير عن سنوات الحرمان والغياب القسري عن المشاركة في 5 نسخ من البطولة لأسباب غير رياضية. وفشل المنتخب عن تحقيق اللقب منذ عودته للمشاركة في خليجي 17 في قطر 2004م.

تتطلع الجماهير العراقية إلى تكرار انجازات جيلها الذهبي علي كاظم (صاحب أول هدف عراقي في دورات الخليج) و رعد حمودي وناطق هاشم وحسين سعيد (الذي يحتل المركز الثاني في سجل الهدافين التاريخيين لبطولة كأس الخليج بـ 17 هدفًا وبفارق هدف وحيد عن نجم الكويت جاسم يعقوب) وفلاح حسن وحبيب جعفر واحمد راضي وليث حسين وسعد قيس وغيرهم من النجوم.

هل يتمكن المدرب الاسباني خيسوس كاساس من تسجيل اسمه في سجلات المدربين المتوٌجين باللقب الخليجي بمعية كتيبته التي تظم كوكبة من النجوم الذين يُمنّون النفس باكمال مسيرة فرح العراق في مونديال البصرة؟ إذا ما فعلها فسيصبح أول مدرب أجنبي يفوز مع منتخب العراق بكأس الخليج، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن كل ألقاب العراق الثلاثة كانت ببصمة المدرب العراقي الكبير الراحل عمو بابا.

كل العراق يقف على قدمًا واحدة استعدادًا لتتويج الفرحة باللقب الرابع، والجماهير تنظر بشغف وحماسة إلى أقدام ورؤوس أيمن حسين وإبراهيم بايش وضرغام اسماعيل وبقية كتيبة الأسود، وتهتف بصوت واحد : الكأس يا معوّد.