بقدر ما كان التحرك مطلوب من قبل المهتمين بانتصارات الشرعية المدعومة بالتحالف في جبهة الساحل الغربي، التي يعوّل عليها لكسر شوكة الانقلابيين في صنعاء، وقطع لسان الغرور الذي يتحدثون به كلما استجد لهم على جديد على أرض المواجهة، بالقدر ذاته، بدت الأنباء الأولى عن عملية الاقتحام التي نفذتها قوات تابعة للشرعية لمنطقة الدريهمي في الحديدة مؤلمة وصادمة، ليس بسبب مقاومة الحوثيين أو تحقيقهم شيء من النجاح في التعامل مع القوات المهاجمة، ولكن بسبب حجم الخسائر التي أكدتها تقارير إعلامية متطابقة تحدثت عن عشرات القتلي والجرحى وأكثر من 30 أسير من لواء المحضار في عملية التفاف واحدة.
الصادم في الأمر ليس الخسارة وحدها، بل حجمها الدال على وجود "شيء ما" لم يتم الترتيب والإعداد له بلغة العسكر، وأدى إلى سقوط هذا العدد من الشهداء والجرحى وغيرهم من الأسرى في مهمة واحدة.
وإذا ما تابعنا في الوقت ذاته الأنباء المتزامنة التي تحدثت عن انسحاب إحدى الكتائب التي تقاتل إلى جانب قوات الشرعية في الجبهة ذاتها والتي أطلقت على نفسها " جبهة المسيمير" إثر مقتل قائدها وبعض رجاله، وما تحدثت عنه الكتيبة في بيان نسب إليها وأشار إلى وجود ما هو أكثر من "غياب التنسيق" مع قوات يفترض أنها حليفة وتتبع إحدى دول التحالف بحسب بيان تلك الكتيبة، إذا ما تابعنا ذلك ووضعناه موضع الجد، فإننا يمكن نكون أمام بداية مؤسفة لمعركة تعد من الفواصل في الحرب مع المليشيات الحوثية وأنصارها داخليا وداعميها في الخارج.
بداية نعتقد انه ينبغي ـ بإلحاح شديد ـ تداركها حتى لا تتحول يوميات المواجهة في الساحل الغربي إلى مآس متلاحقة ، وربما تجر وراءها ما هو أبعد من الخسائر البشرية والمادية، لتتحول إلى شروخ في بنيان التحالف الذي من المفترض انه قد اعدّ نفسه للحسم في إحدى أهم جبهات الحرب، بل هي الأهم فعلا بالحسابات الإستراتيجية والاقتصادية للخبراء والمحللين.