نعم، هي مصيبة بكل المقاييس، تلك النهاية التي آلت إليها بطولة الفقيد سعد خميس، التي أقامها اتحاد كرة القدم في عدن، وشاركت فيها جميع الأندية بلاعبين، اتضح في نهاية المطاف أنهم قد تجاوزوا مرحلة البراعم بمراحل!.
هي مصيبة، لأن " التزوير" طال الجميع تقريبا، باستثناء فريقين ( شمسان والروضة) قال الاتحاد المعني إن وثائق لاعبيهما سليمة.
وهي أيضا مصيبة، لأن الفئة المستهدفة، والتي تم التزوير في أوراقها هي فئة البراعم التي تمثل "بذرة" النجومية في كرة المستقبل للمحافظة والوطن بشكل عام.
كما أنها مصيبة، لأن التلاعب بالأوراق يمكن أن تصل فيه الأمور إلى درجة توجيه تهم (جنائية ) لأولئك الذين اشرفوا على العملية من بدايتها، حيث يقول الاتحاد في تعميم سابق صدر عن لجنة المسابقات فيه " إن هناك انتحال شخصيات وتزويرا في الهويات" ناهيك عن الإثباتات التي قدمتها الأندية لاعتماد أعمار لاعبيها ، والتي يفترض أنها صادرة عن جهات رسمية مثل الأحوال المدنية والتربية والتعليم، واتضح في الأخير أنها " مضروبة " وملعوب فيها!!.
كم هو مؤسف أن يحدث ذلك في رياضة عدن التي يراها الجميع " منارة" لكل شيء جميل وايجابي على كل الأصعدة، وفي كل المجالات، ومنها الرياضة التي حظيت فيها المدينة بالريادة، ونالت شرف التأسيس،بل كم هو "عار" على أولئك الذين استعانوا بالحماقة وسوء التدبير من أجل غايات "دنيا" ليس لها علاقة بالتفوق وعلامات الامتياز التي أرادوا نيلها بوسائل يتبرأ منها الخلق الرياضي القويم والسليم.
ربما أن الكلمات ، مهما كانت وأيا كانت، لا تفي بالغرض لوصف ما حدث، وشرح نتائجه وانعكاساته، لكن الحيز لا يكفي سوى لبعض عبارات الأسف المقترن بالحسرة على ما جرى وصار في بطولة الصغار التي حولها "الكبار" إلى خاتمة "عار"،ثم أن العتب لا ينبغي أن يجنب اتحاد الكرة في عدن " منظم البطولة" المسؤولية، على الرغم من صحوته المتأخرة، ومتابعته للأمر الذي كان ينبغي أن يتنبه إليه يوم أن قبل تسجيل اللاعبين المخالفين بوثائق غير سليمة،كما يشمل العتب أيضا " مسابقات" الفرع على معالجتها لمشكلة النهائي، إذ انه كان يفترض بها إقامة النهائي من خلال مباراة " رسمية" بين الفريقين اللذين ثبت سلامة أوراقهما ـ بحسب اللجنة ـ وهما شمسان والروضة، فذلك هو الأصل ( من وجهة نظري) مادامت لوائح البطولة تنص على إجراء مربع ذهبي( خروج المغلوب) ومباراة نهائية بين الفائزين،أما الاعتماد على نتائج مرحلة تنافسية سابقة ( مرحلة المجموعات ) في تسمية البطل (شمسان) فلا أظن إلا أن المنظمين قد خالفوا به الصواب باعتمادهم على ( النقاط ) في حسم ما كان سينتهي بخروج المغلوب.. ولا عزاء لأخلاق الرياضة التي ذبحت بلا قبلة!.