مع اقتراب موعد الانطلاق لبطولة كأس آسيا لكرة القدم التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من 5 يناير حتى 1 فبراير المقبل، ارتفعت وتيرة الاهتمام الإعلامي بالمنتخب الوطني الأول من قبل الجماهير اليمنية في الداخل والخارج، والتي تأمل أن ينجح المنتخب في تحقيق ما تيسر من طموحاتها، في ظل إدراكها لصعوبة المهمة بعد أن وضعته القرعة ضمن مجموعة تضم أحد الأبطال التقليديين في البطولة (إيران) وأحد كبار القارة المتميزين بالعتاد والعدة (العراق) والفريق المتطور (فيتنام)، وهي مجموعة ليست بالسهلة على منتخبنا الباحث عن نفسه وسط (أكوام) المشاكل والمحبطات، والذي يفتقد لأبسط مقومات المنافسة مع الآخرين.
وإن كان الاهتمام والترقب الجماهيري يبدو منطقيا كتعبير عن حالة الانتظار لما يمكن أن تسفر عنه المشاركة التاريخية للمنتخب في أهم واكبر محفل كروي على مستوى القارة الصفراء، إلا أن ثمة (اهتمام) آخر لا يبدو طبيعيا، وهو المتمثل بتكثيف التعاطي الإعلامي (السلبي) مع المنتخب قبيل أيام من المشاركة غير العادية، حيث شهدت الأيام الماضية سيلا من الأخبار والتناولات المشبعة بالانتقادات والباحثة عن الأخطاء والسلبيات، وذلك تحت مظلة الحرص على المنتخب الذي يحتاج الآن إلى الهدوء والتركيز قبل أيام فقط من مباراته الأولى في البطولة والتي يواجه فيها نظيره الإيراني يوم 7 يناير.
لن نكون مبالغين بادعاء المثالية عندما يتعلق الأمر بعمل المنظومة الرياضية في البلاد، أو أداء اتحاد كرة القدم بأشخاصه وتفريعاته ، ولن نخوض في أي جدل دفاعا عن هذا أو هجوما على ذاك، كما أننا لا يمكن أن ندّعي أن كل شيء يسير على ما يرام وان أمور المنتخب (فل الفل) كما يقال، بل ونبصم بالعشر أن المنتخب سيدخل البطولة أشبه باليتيم في يوم العيد، وسيعوّل بدرجة كبيرة على حماس لاعبيه وهمة الجهاز الفني بقيادة السلوفاكي جان كوسيان، لكننا مع ذلك نعتقد ونرى أن الوقت لم يعد فيه متسع (لنكش) الأخطاء واصطياد العثرات بغض النظر عن حجمها وهوية أصحابها، فالمرحلة من وجهة نظرنا المتواضعة مرحلة تحفيز وشد أزر اللاعبين لتقديم أقصى ما لديهم في المباريات الثلاث التي سيلعبونها لحساب دور المجموعات، وكل ما عدا ذلك يمكن تأجيله إلى موعد ملائم، فالأيام لن تقف عند حدود المشاركة والنقد لا يمكن أن يتلف أو يتعفن إذا ما وضع في ( ثلاجة ) الانتظار..!!.