ملاعب لا تتنفس

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


ملاعب كرة القدم تتنفس بالمباريات، ليس لها اي قيمة بدونها وتصبح عبارة عن كتل اسمنتية صماء ، فهي بدون اللمسات الجميلة للاعبين على النجيل الاخضر وبدون الصراعات والألتحامات والسقطات والاهداف بدون هدير الجماهير الرياضية وحماسها بدون لحظات الاسى والفرح بدون كل دلك فهي تشبه القبور جميع الملاعب تستمد شهرتها من قيمة المنافسات التي تدور بين جنباتها ومن الجماهير التي تحتشد لمؤازرة فرقها .
فنحن لا نتصور ان تكون قيمة لملعب دون ان تقام فيه اي منافسات رياضية ويصبح قبلة للجماهير، ان قيمة الملاعب العظيمة مثل الماركانا والبرنابيو والاولد ترا فورد او جوزيبي مياتزا وغيرها، لم تكن بهذه الأهمية لولاء قيمة المتنافسين على نجيلها الاخضر وجماهير تلك الاندية لولا ذلك لكانت ملاعب بلا روح تشبه المقابر.
وفي بلادنا رغم قلة الملاعب المتوفرة والصالحة للعب تغلق الكثير من الملاعب لشهور وسنوات عديدة فتهجر وتصبح ملاذا آمناً للطيور والكلاب، وفي بعض الاحيان مراعي لأغنام وابقار القائمين عليها، وابسط مثال ملعب 22 مايو في عدن وهو الملعب الرئيسي لخليجي عشرين والمغلق منذ انتهاء منافسات خليجي عشرين أي منذ اكثر من 4 سنوات، وهو الملعب الذي انفقت على صيانته اللجنة المنظمة لخليجي عشرين ميزانية تعادل تكاليف بنائه، ويقال بل اكثر من ذلك، فما هي الحكمة من اغلاق ملعب كهذا يعتبر اكثر الملاعب جاهزية وحداثة وامكانيات ؟ اليس الفساد والفاسدين وخوف القائمين على خليجي عشرين من كشف المستور ؟ !.
اعتقد واظن وبعض الظن ليس اثماً مع هؤلاء، ان الملعب ليس بالحالة التي صورها جهابذة خليجي عشرين، وهم يخافون من كشف الحساب المهول، ومن تساؤل الناس عن تلك المبالغ الخرافية التي انفقت على اعادة صيانته، اكرر صيانته، والتي بلغت قيمة إنشائية في الأصل .
كذلك ملعب الشهيد الحبيشي المغلق منذ ما يقارب عشر سنوات عجاف مرت على واحد من اقدم ملاعب الجزيرة العربية والذي كانت عدن تتنفس منه مثلما هو يتنفس منها، هذا الملعب الذي حاولت طيور الظلام ان تسرقه منا في غفلة من الزمن، يحتاج اليوم ان نعيد اليه اعتباره ، كذلك ملعب الشاحت في الشحر الذي كان يعتبر كابوساً مقلقاً لكل اندية الجنوب قبل الوحدة بفضل عنفوان نادي سمعون وجماهيره المتعطشة لكرة القدم .
ومعهما ملعب الشهداء في أبين الذي كانت اهازيج ابناء حسان وخنفر لا تزيده الا روعة على روعته الاصلية، الا تستحق كل هذه الملاعب ان نعيدها للحياة، وبالتالي نعيد الحياة لأندية عدن وابين والشحر التي فقدت الكثير من بريقها بفقدانها احد عناصر قوتها الا وهي الملاعب التي لا تتنفس الا بأكسجين الانتصارات(؟!)، يا جماعة اندية كالتلال وحسان وسمعون لازالت تبحث عن نفسها منذ تحولت ميادين تألقها الى مقابر ومخابئ فساد، فهل ننقذها ؟!.
رسالتي اوجهها إلى أبناء محافظات عدن وابين وحضرموت.. والله من وراء القصد.