في الهدف: مشاركة أحرجت اصحابها !!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


انهى منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم حضوره السابع في بطولات كاس الخليج وقد سجل مشاركة تاريخية تغلب فيها على نفسه وظروفه وواقعه المحلي المعقد، واستطاع ان يغادر البطولة بنقطتين وتعادلين، وخسارة وحيدة بهدف يتيم، وتلك نتيجة رقمية في ختام مشاركة يمكن وصفها بالممتازة اذا قارناها بمشاركة المنتخب البحريني الشقيق، لكن عندما يتم الكلام عن الطموح اليمني، وعند الحديث عن المشاركة اليمنية في كأس الخليج، يجب ان نعرف اننا الى الآن مازلنا نبحث عن الفوز الأول من اجمالي 24 مباراة لعبناها ، وأن منتخبنا غادر  المنافسات غير قادر على تسجيل حتى هدف واحد خلال البطولتين الأخيريتين، ما يعني ان الحكم على المشاركة بالمعيار الرياضي لا يمكن ان يؤدي الا الى الاعتراف باستمرار الفشل، وهو ما يستوجب المحاسبة للجهات المقصرة التي لجأت الى البهرجة الزائدة لما تحقق من خلال استقبال كبير كان اشبه بسوق سياسي بامتياز استغل فيه جهد وعرق المنتخب بشكل مقرف.


صحيح أن من حقنا ان نفرح لما تحقق كإنجاز يعبر عن طيب اصل الموهبة اليمنية التي قهرت ظروفها المحلية المحبطة، لكن لابد من القول انه كان بالإمكان افضل مما كان لو اننا احسنا ادارة شئون الكرة اليمنية على مستوى المسابقات المحلية، من خلال اقامة موسم محلي منتظم ومتعدد المسابقات لكل الفئات العمرية والدرجات، وحافظنا على بناء المنتخبات الوطنية المختلفة بشكل دائم وبأجهزة فنية وادارية مستمرة في عملها ترتب لها المشاركات في البطولات الودية والرسمية والحصول على مباريات ضمن اجندة الفيفا.


كما ان القصور مازال حاضرا في العمل الاداري والفني على مستوى الاندية التي اصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز ولم نعد نراها تعتمد على اللاعب ابن النادي ليس تعصبا ولكن هي لم تعد قادرة على تخريج اللاعبين من فئاتهم العمرية كما كان يحدث سابقا فقد تراجع دورها كضياع دور الرياضة المدرسية في الامر ذاته.


وكاستنتاج سبق ان قلته في استطلاع صحفي اجرته صحيفة الايام الرياضي لابد من الاعتراف ان نتائج المنتخب في مشاركته الاخيرة قد احرجت الاتحاد اليمني لكرة القدم اكثر من اسعاده لأنها اثبتت ان بإمكان اللاعب اليمني الموهوب بالفطرة صنع ما هو اكبر لو انه وجد الاهتمام والرعاية والدعم وهنا لابد من الاشارة الى ان المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من العمل والجهد المؤسسي المنظم من قبل الدولة من طرف والاتحاد اليمني وباقي المؤسسات الرياضية الاهلية لبناء رياضة حقيقة تحقق للبلاد ظهوراً قوياً ومؤثر خارجيا.


اتمنى ان لا نفرح كثيرا بما تحقق ثم نستسلم مسرورين للنوم لان الاستحقاقات المقبلة تنتظر، ومثلما فرح الناس بما تحقق فان لسان حالهم سيكون السخط ان لم تتحسن الأمور فمنتخبنا اصبح مطالبا بأكثر من التعادل.